كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية النقاب، عن أن العراق لا تزال تستخدم أجهزة مزيفة للكشف عن القنابل، وذلك على الرغم من إدانة السلطات البريطانية مؤخرا لرجل الأعمال الذى زود بغداد بتلك الأجهزة.
وذكرت الصحيفة البريطانية- فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإليكترونى اليوم "الخميس" وفقا لمعلومات حصلت عليها من مراسلها فى العراق- أن السلطات العراقية لا تزال تباشر العمل باستخدام الأجهزة المزيفة التى باعها رجل الأعمال البريطانى جيمس ماكمورميك، الذى قضت محكمة بريطانية بحبسه 10 سنوات بتهمة بيع أجهزة مزيفة للكشف عن القنابل للحكومة العراقية، والذى يعتقد أنه جنى 50 مليون دولار من بيع هذه الأجهزة المزيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 500ر4 عراقى قتلوا نتيجة استخدامهم هذه الأجهزة التى سمحت بمرور القنابل دون الكشف عنها فى نقاط التفتيش- منهم 979 شخصا لقوا حتفهم فى شهر سبتمبر فقط منذ إدانة رجل الأعمال البريطانى المحتال فى شهر مايو الماضى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة العراقية، كانت قد تعهدت عقب إدانة رجل الأعمال البريطانى بالتخلص من الأجهزة المزيفة، لكن على الرغم من تلك التصريحات، فإن الأجهزة المزيفة لا تزال قيد الاستخدام فى عدد من نقاط التفتيش الأمنية فى العديد من المدن العراقية.
ونوهت الصحيفة، إلى أن بيع تلك الأجهزة المزيفة للعراق تم عقب دفع رشاوى ضخمة لمسئولين عراقيين، لافتة إلى أن ماكموريك أكد أنه حقق أرباحا ضخمة من وراء هذه الصفقة التى باع فيها جهاز الكشف عن القنابل المزيف الواحد ب 40 ألف دولار على الرغم من إن تكلفته الحقيقية لم تتعد 20 دولارا فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكورميك، زعم بأن تلك الأجهزة لديها القدرة على اكتشاف أية قنبلة مهما كانت مخبأة، غير أن المدعى العام فى القضية ريتشارد ويتام قال "إن الأجهزة لم تعمل وإنه (ماكورميك) كان على علم بذلك".
يذكر أن العراق اشترت ستة آلاف جهاز خلال الفترة ما بين عامى 2008 و2010، وجرى استخدام تلك الأجهزة عند نقاط التفتيش فى جميع أنحاء البلاد مما هدد أمن المدنيين وقوات الجيش والشرطة.