واجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، انتقادات إسرائيلية، على خلفية موقفه الرافض لعزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، واتهامه إسرائيل بدور في تدبير "الانقلاب" الذي أطاح به.
ورأى المفكر الإسرائيلي إلياهو بكسيس، أن أردوغان ينطلق في موقفه من عملية الإطاحة بمرسى التي قادها الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع من "عقيدة دينية"، معتبرا أن سلوك الزعيم التركي "يبرز وجه الإسلام الحقيقي، وهو يدلل على ما يكتنز في صدور المتطرفين الإسلاميين"، وفق تعبيره.
واتهم بكسيس في مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أردوغان بأنه "ينطلق في اتهامه إسرائيل بالمسؤولية عن انقلاب السيسي من خلفية لاسامية".
وقال إن "الانقلاب الذي أطاح بحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر أثّر سلبا على مخططات أردوغان لاستعادة تركيا دورها العالمي عبر التحالف مع نظم إسلامية، مدعيا أن أردوغان معني باستعادة نفوذ الدولة العثمانية"، على ما نقل "المركز الفلسطيني للإعلام".
وتساءل الكاتب في ختام مقاله "هل بعد أن يغادر أردوغان الحكم ستعود تركيا إلى جذورها العلمانية أم أن المرض الذي أصيبت به في ظل حكمه عصي على العلاج".
في السياق، امتدح دان مرغليت، كبير المعلقين في صحيفة "إسرائيل اليوم" -أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا- "الانقلاب"، والذي اعتبره دليلاً على استفادة الأخير من الأخطاء التي وقعت فيها قيادة الجيش التركي عندما سمحت لأردوغان بمواصلة الحكم. فيما هاجم زلمان شوفال، سفير إسرائيل الأسبق في واشنطن، بشدة أردوغان، معتبرا أن موقفه يمثل "تخريبا" متعمدا لجهود الولايات المتحدة الهادفة إلى إرساء نظام إقليمي في المنطقة.
وفي مقال نشره بصحيفة "إسرائيل اليوم"، اعتبر حرص أردوغان على عدم طي صفحة أحداث أسطول الحرية وإغلاق ملف الهجوم على سفينة مرمرة يشكل دليلا آخر على توجهه للمس بجهود الولايات المتحدة لإرساء دعائم النظام الإقليمي. وقال شوفال إن الحساسية التي نظر بها أردوغان لإسقاط حكم مرسي تعود لاعتبارات إستراتيجية، منوها بأن أردوغان كان يسعى إلى بناء تحالف مع حكم الإخوان المسلمين في مصر لتعزيز سيطرته على المنطقة.