نشرت وكالة الفضاء الامريكية ناسا صورا للجزيرة التي أثارت ذهول العلماء والمتنزهين بعد أن برزت فجأة على سطح بحر العرب على بعد مئات الكيلومترات من مركز الزلزال القوي الذي ضرب باكستان.
يذكر ان زلزالا ضرب بقوة 7,7 درجات الثلاثاء ولاية بلوشستان الباكستانية واسفر عن مقتل 200 شخص.
وبعد الزلزال، شاهد سكان غوادار قمة ترتفع في عرض البحر، على بعد مئات الامتار من الشاطئ، بارتفاع عشرين مترا، وعرض مئة متر.
وتمتلك الزلازل قدرة على احداث تغيرات كبيرة جدا في الارض، فالزلزال الذي ضرب اليابان بقوة تسع درجات في العام 2011، وتلته موجات مد بحري مدمرة، كان شديدا لدرجة انه حرف محور الارض 17 سنتيمترا، وتسبب بالتالي بتقصير طول النهار 1,8 جزءا من الف من الثانية، وفقا للحسابات التي اجرتها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).
ووراء هذه الجزيرة التي ظهرت في بحر العرب اثر الزلزال تفسير علمي مقنع يتصل بحركة الصفائح التكتونية والبراكين الواحلة.
وقد توجه فريق من المعهد الباكستاني لعلوم المحيطات الى هذه الجزيرة، وعثروا على نسب كبيرة من غاز الميتان.
ويرى غاري غيبسون العالم المتخصص في الزلازل في جامعة ملبورن في استراليا ان ظهور هذه الجزيرة على بعد مئات الامتار من مركز الزلزال "امر مثير حقا".
ويقول "جرت امور مماثلة في هذه المنطقة، لكنه حدث خارج المألوف ونادر الوقوع".
ويضيف "لم أسمع بحياتي عن شيء من هذا النوع" يقع على مسافة بعيدة عن مركز الزلزال.
وبحسب غيبسون، فان هذه الجزيرة في الواقع ليست سوى "بركان من الوحل" والترسبات التي دفعتها الى سطح المياه انبعاث غاز الميتان اثناء وقوع الزلزال.
وعلى ذلك، فان هذه الجزيرة ليست كتلة صخرية جامدة، بل هي كتلة من الوحل الممزوج بالصخور، وهي ستتحلل وتغرق مع مرور الوقت.
وما زال كبار السن في غواجار يتذكرون زلزالا مشابها ضرب منطقة ماكران في بلوشستان، وتقدر قوته ب8,1 درجات، وقد اسفر حينها عن تشكل جزيرة مماثلة.
ولن يجدي نفعا اطلاق تسمية على هذه الجزيرة، اذ انها سرعان ما ستتحلل وتغرق، وفقا للعلماء.
ويقول احمد الشيخ مدير قسم علوم طبقات الارض في جامعة كراتشي "ستختفي هذه الجزيرة خلال الاسابيع المقبلة او في غضون شهر".
ويشير احمد الشيخ الى ان من أسباب تشكل هذه الجزيرة ايضا ارتفاع وتيرة النشاط الجيولوجي في هذه المنطقة التي تتقاطع فيها الصفائح التكتونية الهندية والعربية.