قالت صحيفة (الشروق) الجزائرية انه لا يمكن وضع زيارة العقيد محمد شاكر دحلان إلى القاهرة، إلا في إطار "مصرنة" قطاع غزة على طريقة ما حدث في القاهرة، بالانقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي، ومنع نشاط جماعة الإخوان المسلمين، وإخراجهم من الساحة السياسية، لأن الانقلابيين في مصر بقدر ما ضربوا الإخوان في الصميم بقدر ما كان همّهم الأكبر ما يحدث في سيناء، واتهام حركة حماس، ولم يتوان الإعلام المصري في قذف الحركة والمنتمين لها بالإرهاب.
ويبقى اختيار العقيد دحلان لهذه المهمة، – حسب الصحيفة – اختيار يتطابق مع اتجاه السيسي، خاصة أن دحلان هو صاحب المهمات الوسخة في فلسطين، رغم أن حياته السياسية بدأت بالتمرد على الإسرائيليين عندما زجّ به في السجن ولم يكن عمره قد تجاوز العشرين، ولكن حادثة اغتيال المبحوح في دبي أبانت الوجه الخفي للعقيد دحلان، الذي ظهرت علاقاته الوطيدة مع الصهاينة وأكثر من ذلك مع الموساد، وكان دحلان، من أكبر المهللين منذ اليوم الأول للإنقلاب على حكم الدكتور محمد مرسي، وطالب صراحة بالانقلاب على حماس، ومسحها من الساحة السياسية، واعتبرها دائما سببا في فشل المفاوضات مع الإسرائيليين، وقال عنها أنها الطاعون الذي أصاب الجسد الفلسطيني، ولن يشفى منها إلا بالبتر.
وتبقى العلاقة التي تجمع دحلان مع الإماراتيين قوية ومثيرة أيضا للجدل، ويقال (حسب الشروق) أنه لعب دورا في حكم الرئيس المُنقلب عليه محمد مرسي، لأجل ربط علاقة وثيقة بين السيسي وعسكر مصر مع الإماراتيين، حيث تدخل لدى الشرطة الإماراتية لأجل إطلاق المشتبه فيهما في قتل المبحوح، رغم أنهما عميلين للموساد، كما تورّط في قضايا فساد كثيرة، وبقيت علاقته مع محمود عباس جيدة وعلى اتصال دائم به، رغم مظاهر سوء التفاهم بينهما التي قُدمت للاستهلاك الإعلامي، وبينما تلعب القاهرة وعسكرها حاليا على جمع شمل دحلان بعباس، لأجل تقوية أعداء حماس، سيتكفل دحلان بالعودة إلى مسقط رأسه غزة لتأسيس ما يشبه حركة تمرّد هدفها استنساخ السيسي الفلسطيني الجديد، واستنساخ تجربة الانقلابيين من أجل هدف واحد وهو إبعاد جماعة حماس نهائيا من المشهد السياسي، كما تم إبعاد حركة الإخوان المسلمين في مصر، والعودة تدريجيا إلى طاولة المفاوضات مع الاسرائيليين، وتحقيق ما حلم به عباس من دولة فلسطينية مجهرية، وما تتمناه إسرائيل، وتشديد الخناق على جماعة الإخوان المسلمين وفرعها الأكبر في منطقة الشرق الأوسط حركة حماس، وواضح أن رائحة الموساد قوية وأيضا مدروسة بدقة، رغم ما يوحي بأن الأمريكان ضد الانقلاب على الشرعية التي تم نسفها في فلسطين وطالت مصر وهي عائدة الآن إلى فلسطين، والدليل على ذلك، أن الانقلابيين الذين قالوا أنهم مهتمون بالشأن الداخلي فقط لإسعاد المصريين التفتوا إلى الشأن الفلسطيني وصار همهم تصدير الانقلاب.