«يالله اطلعوا نوصلكم بدل القعدة في الشمس والله ما انعض»، فيجيب أحدهم «يا بنت استح على ركبك، ترضيها على إخوانك ترى ما عندك إخوان أنت..» مشهد ساخر آخر من عالم بمبي يُوضع فيه المشاهد أمام فنتازيا حافلة بالكوميديا تصور حال المجتمع السعودي لو كان الرجال ممنوعين من قيادة السيارات بعكس النساء اللاتي يسمح لهن بذلك.
على صفحته الرسمية على فيسبوك، يعرّف البرنامج الجديد بأنّه «كوميدي وخيالي وجريء جدا، يناقش القضايا الاجتماعية وبعض الأفكار الدخيلة على المجتمع بطريقة خاصة».
فكرته تعود إلى يوسف الأحمد الذي يتولّى تقديمه أيضا، وهو من بطولة مجموعة من شبان وشابات مدينة جدة، أما الإعداد والتأليف فهما مهمّة فاروق الشعيبي، فيما أوكل الإخراج إلى هيما، والإنتاج إلى ماجد الريفي.
وحصدت الحلقة الثالثة من البرنامج «الحريم ساقوها» التي بثت منذ أسبوع تقريبا، أكثر من مليوني مشاهدة.
في الحلقة مجموعة من الفتيات الجميلات يفاخرن بقيادة سيّاراتهن الفارهة ويسخرن من إخوانهم لعدم استطاعتهم قيادة السيارة حتى أن إحداهن قالت لأخيها «أنت ملك، عمرك شفت ملك يسوق سيارة؟!»
في مشهد آخر، تسخر الأخت الصغرى من أخيها وتؤكد له بأنّه سيكون جالسا في البيت لمتابعة المسلسلات التركية يوم تحصل هي على رخصة القيادة بعد عامين.
في عالم بامبي، سيّارات النساء قد تتعطل، والمساعد «فوزية»، أقوى امرأة في «عالم بمبي».
«الحريم ساقوها» بث منذ حوالي شهر من بدء حملة جديدة لدعم قيادة المرأة السعودية للسيّارة الذي يصادف في 26 تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل.
يذكر أن «بمبي» قدم حلقة بعنوان «ما في بطالة» التي بثت في 7 آب/ أغسطس تجسّد تعيين «وزارة العمل» لجنة لمكافحة البطالة تداهم البيوت للبحث عن العاطلين، عارضة عليهم رواتب خيالية للعمل، ومهددة إيّاهم بالسجن في حال الرفض.
أما الحلقة الأولى «الانفتاح في التعليم» (17 حزيران/ يونيو)، فافترضت ما سيحدث داخل الصفوف في حال صدور قرار يسمح بالتعلّم في مدارس مختلطة.
وعالجت الحلقة المشاكل الناتجة عن الفصل بين الجنسين، طارحة فكرة وجود دروس للموسيقى.
وأحدثت الحلقة ضجة بسبب «جرعة الجرأة والإيحاءات الجنسية»، ورغم ذلك تخطى عدد متابعيها على يوتيوب الثلاثة ملايين.
وقال مغردون حينها إن الانتقاد الذي وجه للمرأة «أمر طبيعي، لأن دخول العنصر النسائي عالم يوتيوب كان صادما، نظرا لتعود المشاهد المحلي على مشاهدة العنصر الرجالي فقط». ونجح البرنامج حتى الآن في اختيار أكثر المواضيع نقاشا وطرحا في المجتمع السعودي.
ورغم النقد والجدل حول البرامج التي يقدمها الهواة والمحترفون عبر الموقع يوتيوب، والخطوط الفاصلة بين الواقع والرؤية الفنية ومطالبات المتشددين باعتقال طاقم البرنامج حفاظا على «الأخلاق الحميدة، فقد استطاع «بمبي» منافسة عشرات البرامج الكوميدية السعودية باعتماد المبالغة الساخرة لإيصال أفكاره وتخطي الكثير من الخطوط الحمر. وتمنت مغرّدات العيش في هذا العالم الوردي.
وناقش مغردون «التناقض الغريب في الحلقات، فكيف تصنع برنامجا مختلطا لتحذر من الاختلاط»؟ وتقول مغردة «من خلال المرة الأولى لمشاهدتي البرنامج فهمت أن القائمين على بمبي إما أنهم أذكياء جدا أو أنهم أغبياء جدا».