قالت صحيفة لبنانية معروفة بقربها الشديد من نظام دمشق إن الإمارات قامت بدور الوسيط الذي سهل منح وزير خارجية النظام، وليد المعلم، تأشيرة إلى نيويورك؛ بعدما رفضت واشنطن منحه إياها.
ونقلت صحيفة "الأخبار" أن ترتيبات منح تأشيرة دخول "المعلم" إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووجهت طوال الأيام الماضية برفض وزارة الخارجية الأميركية.
لكن واشنطن ما لبثت أن تراجعت عن خطوة عدم إعطاء التأشيرة، بعد مبادرة توسط بهذا الخصوص، قامت بها الإمارات، حيث جرى إصدار تأشيرة مشروطة تسمح لـ"المعلم" والوفد المرافق له بدخول نيويورك حصرا، دون باقي أراضي الولايات المتحدة، وذلك لتأمين حضوره أعمال الدورة الحالية للأمم المتحدة.
وقد حرص نظام دمشق على رسم خارطة وصول وفده برئاسة المعلم إلى نيويورك، بحيث يتحاشى لمرور بمحطات انتظار في مطارات الدول الأوروبية، عطفا على أن عدة دول أوروبية أصدرت مذكرات توقيف بحق شخصيات في نظام دمشق، من ضمنها المعلم.
وبحسب الصحيفة فقد تدخلت الإمارات مجددا لتسهيل مهمة انتقال "المعلم" والحؤول دون اعتقاله، فعرضت أن تحط الطائرة التي تقل وفد النظام، في مطار دبي قبل استئناف رحلتها المباشرة من هناك إلى نيويورك.
وتوجه "المعلم" والوفد المرافق له (الأربعاء) إلى مطار بيروت، ليكمل طريقه إلى دبي، ومن هناك يستقل طائرة تابعة لخطوط طيران الإمارات، إلى نيويورك.
وقد نقلت "الأخبار" عمن سمتها مصادر المتابعة للعلاقات العربية مع نظام دمشق، أن توسط الإمارات في حل إشكالية وصول المعلم إلى نيويورك، "مؤشر يشي ببعض الإيجابيات على مستوى حدوث بداية تغيير في نظرة الخليج، أو بعض دوله، إلى المسار الذي يجب اعتماده لحل الأزمة السورية".
وتابعت الصحيفة: وضمن هذا المناخ المستجد، تكشف هذه المصادر وجود وساطات بعيدة عن الأضواء لحدوث لقاء بين المعلم ونظيره الأمريكي جون كيري على هامش أعمال اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك. وتتحدث هذه المعلومات عن أن الامارات تضطلع بنصيب منها.
ونوهت الصحيفة بموقف السلطات الإماراتية التي منحت إقامة لأخت بشار الأسد (بشرى)، موضحة أن "إقامة بشرى في الإمارات لا تعد لجوءا سياسيا، أو إقامة ذات أبعاد معادية للنظام، إذ إن أسباب الاخيرة للاقامة هناك نابعة من ظروف خاصة على صلة بخشيتها على اولادها، ولتأمين أجواء هادئة لهم لأكمال دراستهم بعد مقتل والدهم. وأوضحت الصحيفة أن بشرى تتردد إلى بيروت مع أولادها، وتواكبها في لبنان حماية شخصية سورية، وكانت قد أقامت أخيراً فترة من الوقت مع أولادها في احد منتجعات بيروت البحرية.
وفي نفس السياق أوضحت "الأخبار" أنه كان لافتا في الفترة الماضية أن الخطوط الجوية الإماراتية، ومن دون كل شركات الخطوط العربية الأخرى، داومت على تسيير رحلاتها إلى مطار دمشق رغم القرار العربي بمقاطعته. وظل هذا الأمر قائما لغاية الفترة التي أصبح فيها مطار دمشق غير آمن، نتيجة اقتراب المعارك في ريف دمشق من محيطه.
وتباعت الصحيفة: تحدثت معلومات عن أنه في خلال تلك الفترة كان طيران الخطوط الإماراتية يسهم في نقل أموال سورية من مطار دمشق إلى دبي. وكان الهدف من ذلك تجاوز العقوبات الدولية المفروضة على النظام
وختمت "الأخبار" تقريرها بالقول: كانت الأموال السورية المنقولة إلى دبي تُوضَع في حسابات مصرفية في البنوك الإماراتية بعد تحويلها إلى دراهم إماراتية، ومن ثم تحول لمصلحة تنفيذ الالتزامات السورية التجارية الخارجية. وأخيرا توقفت هذه العملية لأسباب أمنية على صلة بالوضع في مطار دمشق، لا لأسباب سياسية.
زمان الوصل