شنّت صحيفة أردنية بارزة، الإثنين، هجوماً غير مسبوق ضد السفير السوري في عمّان اللواء بهجت سليمان، ووصفته بـ(الشبّيح)، وقالت إنه "تجاوز في غيّه حدود اختبار صبر الأردن، وطالبت بطرده.
في افتتاحية لها، دانت صحيفة (الدستور) قيام دبلوماسي كبهجت سليمان بممارسة خيانة الضيافة وخرق الآداب في التعامل الدبلوماسي، وقالت "يبدو أن السفير السوري في عمان لا يريد أن يدرك أن اصغر موظف في وزارة الخارجية الاردنية يمكنه تنفيذ امر ترحيله إن اقتضى الامر، وهو يدرك ايضاً أنه لو ارادت الحكومة أن تعامله وفقًا للاعراف الدبلوماسية، لطلبت منه مغادرة البلاد منذ اللحظة الاولى لممارسته التشبيح، وأنه لو كان في بلد آخر للفظته منذ نشوب الازمة السورية".
وأضافت: فالأردن الذي لم يعهد من قبل حالة يتحول فيها الدبلوماسي الى "شبيح"، التزم الصمت على ممارسات الرجل تقديراً لحالته النفسية بعد أن فقد صوابه وعندما تجاوز اعراف وقواعد الضيافة واصولها نبهته وزارة الخارجية اكثر من مرة غير أن الرجل اصرّ على "تشبيحه" الى أن بلغ الامر حداً لا يمكن السكوت عليه.
وقالت (الدستور): نفهم أن ينحاز الدبلوماسي لبلاده وهو يدافع عنها ضمن ما هو مقبول سياسيًا ودبلوماسيًا لا أن يمارس البلطجة والتشبيح واتهام الدولة المضيفة ومعها سفراء الدول الأخرى دون أن يردعه خلق أو قيم ولا بد من التأكيد أن مرور ما جرى مرور الكرام سيسمح ليس للسفير فقط وانما لجميع اركان سفارته بالتمادي بشكل أوسع وأعمق وأبلغ.
اتهامات
ونبّهت إلى أن السفير السوري هذه المرة وسّع هجومه واتهاماته عندما قال: "إننا نواجه عشرات الاجهزة الامنية المعادية لسورية، التي تسرح وتمرح في المملكة الاردنية الهاشمية، وفي طليعتها الموساد الاسرائيلي".
وتابعت الصحيفة: سخونة الهجوم علينا وعلى سياستنا وعلى نخبة صحافيينا وتوجيه الاتهام بـ"العمالة" لنا كانت قاسية ومؤلمة وجارحة ولا ندري لماذ الصمت الرسمي على هذا التجريح وتجاوز كل الحدود ونحن نتمسك بقوة وبقسوة بحقنا في استمرار المطالبة باتخاذ اشد الاجراءات بحق من وجه لنا ابشع التهم واكثرها ظلامية، فالهجوم الذي جرى، هناك من يقف خلفه تخطيطًا ودعمًا، ما دام المنفذ امتلك كل هذه الجرأة، وهو يعلم أن ما اقترفه لا بد من أن يكون له استحقاقه.
ندرك أن الاردن الرسمي احسن التقدير في تعامله مع "تشبيحات" الرجل مراعاة لحالته النفسية لكن اللافت أن هذه الحالة دخلت مرحلة المرض "المزمن" الذي بات يتطلب جراحة عاجلة تقوم بها وزارة الخارجية قبل أن يفتح السفير "الشبيح" ابواب حصنه الدبلوماسي ويطلق العنان لبث سمومه بعد أن تطورت تشبيحاته لتطال هذه المرة الاردن ولكن بطريقة اعنف ولتصل شظايا هجومه واتهاماته بعض السفراء العرب وسفراء الدول الصديقة.
تغريدات
واستغربت صحيفة (الدستور) أفعال السفير ونستغرب اكثر عندما نقرأ تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي ولغته التي لا تشبه إلا لغة الحرب والتآمر وعندما ندقق في ما يقول من اتهامات، وما يدعيه بأن الاردن تحول الى ساحة لعمل اجهزة المخابرات الدولية ضد سوريا، وبطبيعة الحال نحن نفهم سر هذه الاتهامات لرجل فقد صوابه، ولكننا نسأل السفير ما الذي يفعله حزب الله في الاراضي السورية، وما الذي يفعله الحرس الثوري الايراني في قلب دمشق، وفي مقراتها العسكرية والسياسية، ألا يصب هذا في خانة العداء للامتين العربية والاسلامية ويمهد لإقامة ولاية الفقيه؟.
وقالت: اذن نحن امام سياسة القفز في الهواء والنوم في فراش الآخرين وهي سياسة لا يمكن أن تصمد طويلًا، لأن الانتقال بين الخنادق له استحقاقات معروفة في العمل السياسي والعسكري والارتهان للآخر، وهي استحقاقات مخجلة ومذلة ولا تجلب لصاحبها سوى العار.
وخلصت الصحيفة الأردنية إلى القول: لا نريد الخوض في التفاصيل الشخصية لمن تعدى وشتم واتهم لأننا نفهم سر انتقال السفير السوري بين الخنادق فمن يرهن نفسه في احضان الآخرين لا نستغرب مواقفه، وهي مواقف متأصلة في النهج السوري، فالتدقيق في تاريخ هذه المواقف لا يحتاج الى تعليق.
(إيلاف)