نشر موقع مجلة "فورين بوليسي" مقالا بعنوان: "نادي المعجبين بروحاني في أوساط النخبة العريقة، تحدث فيه الكاتب عن حماس الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني واندفاعه "المرحب به" في واشنطن لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، وهذا قبيل زيارته لنيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
وكانت آخر إشارة له، في افتتاحية نشرت أمس الجمعة في صحيفة "واشنطن بوست"، أبدى فيها استعداده للدخول في مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، قائلا إن عصر العداوات الدموية قد طواه الزمن، وحري بزعماء العالم أن يحولوا التهديدات إلى فرص..
ولم يفاجئ هذا العرض الضباط السابقين في الاستخبارات الأمريكية ومسؤولي الأمن الوطني، إلا قليلا، ذلك أنهم يعرفون روحاني، وهو من الطينة الذي يمكن للأمريكيين التعامل معه وعقد الصفقات.
وقال الكاتب إن روحاني كان واحدا ممن يُسمون بـ"المعتدلين الإيرانيين"، الذين التقوا سرا في مايو 1986 في طهران مع مسؤولي مجلس الأمن القومي للرئيس ريغان. وتم ترتيب الاجتماع في جانب كبير منه على أمل الحصول على دعم الإيرانيين لإنجاز عملية الإفراج عن الرهائن الأميركيين. لكنَ ريغان ومستشاريه سعوا أيضا إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل عام من خلال إقامة علاقات مع البراغماتيين في النظام الإيراني، وكانوا يعتقدون أن روحاني واحدا منهم.
"وقال أشياء كثيرة في الوقت الذي أظهر فيه أنه يريد التعامل معنا، ونحن يمكن التعامل معهم"، كما كشف "هوارد تيشر"، كبير موظفي مجلس الأمن القومي، وكان ضمن الوفد الذي اجتمع مع روحاني.
وكان الاجتماع السري أيضا لحظة محورية في ما أصبح يُعرف قريبا في العالم باسم قضية "إيران كونترا"، وهذه العملية السرية التي ورطت البيت الأبيض في عهد ريغان في فضيحة وانتهت باستقالة عدد من كبار المسؤولين. ولكن، كما سرح ""هوارد تيشر" لمجلة "فورين بوليسي"، كان المسؤولون (الأمريكيون) يأملون في ذلك الوقت في فتح جديد قد يقوض نفوذ قادة إيران المتشددين.
"غادرت لقاءاتي مع روحاني معتقدا أنه كان من الواضح أن هناك أشخاصا في الحكومة الثورية يرون العالم ومصالحه بطريقة عقلانية"، كما قال "تيتشر". وأضاف أن تواصل روحاني الآن مع إدارة أوباما "مشجع للغاية". ورأى أن عدم التجاوب مع مبادرته وأخذها على محمل الجد، سيكون "ذروة الحماقة".
ويقول الكاتب إن مسؤولين سابقين آخرين في الاستخبارات يتقاسمون الرؤية نفسها: أن روحاني لا يزال معتدلا كما كان في منتصف الثمانينيات (من القرن الماضي): "هذا شخص براغماتي، وأنا لا أعتقد أنه قد غير توجهاته على الإطلاق"، كما قال "بول بيلار، الذي شغل منصب ضابط الاستخبارات القومية في وكالة الاستخبارات المركزية لمنطقة الشرق الأدنى وجنوب شرق آسيا. وأضاف: "لا يزال يتمسك بالطريقة نفسها التي عُرف بها في مثل هذه القضايا".
وقد كشف سؤولون سابقون أن روحاني كما على استعداد لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة مع ما يترتب على هذا من مخاطر سياسية وشخصية كبيرة . وأشار "تيتشر" إلى أن روحاني كان يستخدم اسما مستعارا عندما التقى مع مسؤولين أميركيين في عام 1986 خوفا من أن يتم اكتشافه من قبل كبار المسؤولين في الحكومة. "وفي كثير من الأحيان، كنا نظن أنه قد يفقد رأسه في النهاية"، كما قال "تيتشر"، الذي وصف روحاني بأنه "أقل تعطش للدماء" من قادة إيران.