اعتبر أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن سكان مالي وعامة بلدان إفريقيا الغربية يرون في الملك محمد السادس أكثر من شخصية حلت ضيفا عليهم، فهو أمير للمؤمنين بالنسبة لهم، و"إمام" جاء ببركته ونسبه إلى هذه البلدان التي يربطها بالمغرب علاقات مشتركة وطيدة.
وقال التوفيق، الذي كان يتحدث لبعض وسائل الإعلام أمس الجمعة عقب توقيع الجانبين المغربي والمالي على اتفاقية تكوين أئمة ماليين بالبلاد، إن "زيارة الملك محمد السادس لدولة مالي هي زيارة لأمير المؤمنين كما يعتقده ويؤمن به سكان بلدان إفريقيا الغربية"، مضيفا أن "مالي هي امتداد للمغرب إلى هذه البلدان التي ما زالت محافظة ووفية على هذه الثوابت".
واسترسل وزير الأوقاف بأن سكان هذه البلدان يرون أن أمير المؤمنين هو أمير للمؤمنين بالنسبة لهم أيضا، وأن كثيرا منهم كانوا يتحدثون عن البيعة الشرعية التي هي بيعة روحية قبل كل شيء بالنسبة لملك المغرب من لدن هؤلاء، سواء كانوا شيوخ طرق، أو علماء أو عامة الناس".
ولفت المسؤول الحكومي عن تدبير القطاع الديني بالبلاد أن الطرق الصوفية في مالي، خاصة الطريقة التيجانية والطريقة القادرية، عبرت عن فرحتها الغامرة بزيارة الملك التي لا تتوقف عند حدود زيارة رئيس دولة، بل هي زيارة إمام لأمة تعتقد فيه وفي بركته ومغزاه ونسبه الشريف" على حد تعبير التوفيق.
وأشار الوزير ذاته إلى صلاة الجمعة التي أداها العاهل المغربي في أحد مساجد العاصمة المالية، حيث قال إن المسجد كان غاصا بآلاف المصلين الذين اعتبروا صلاة الجمعة فيه بركة ـ بوجود الملك ـ ، مردفا أن الخطيب خصص جزء من خطبته لحمد الله وشكره لزيارة أمير المؤمنين وسبط النبي الأمين لمالي، وهي زيارة تحيي هذه العلائق الروحية بين البلدين"، يقول التوفيق.
وكان الملك محمد السادس قد شرع، يوم الخميس المنصرم، في زيارة لجمهورية مالي لحضور حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا، والذي تم انتخابه بعد حرب ودمار كبيرين أصابا مالي، حيث انتهى الوضع بدحر القوات الفرنسية للجماعات المتشددة شمال البلاد.
هسبريس ـ عبد المغيث جبران