أفاد موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي أن القادة الروس اختاروا مؤخرا التهرب من اتفاق كيري – لافروف بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية، بعد أقل من أسبوع من التوصل إليه في جنيف يوم السبت الماضي.
وجاءت الضربة القاضية من الرئيس فلاديمير بوتين، كما أورد تقرير "ديبكا"، الذي علق بجفاء، أمس الخميس، أنه لا يمكن أن يكون 100 في المائة على يقين من أن خطة تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا ستنجح. وأضاف: "كل ما رأيناه في الأيام الأخيرة وحتى الآن يعطينا الثقة في أن هذا سيحدث، آمل ذلك".
ولتبديد هذا الأمل، نفى وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" وجود أي خطط لتدمير مخزونات المواد الكيميائية السورية على الأراضي الروسية.
ثم تساءل بشار الأسد متهكما في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، في تزامن مع تملص موسكو: "إنه [تدمير المواد الكيميائية السامة] مضر كثيرا بالبيئة. وإذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة لدفع هذه الأموال وتحمل مسؤولية جلب المواد السامة إلى الولايات المتحدة، لماذا لا تفعل ذلك؟".
ويقول التقرير إنه ما دام أن روسيا والولايات المتحدة هما البلدان الوحيدان القادران صناعيا تدمير الذخائر الكيميائية، ومحظور استيرادها بموجب قانون الولايات المتحدة، فإن الترسانة الكيميائية للأسد في مأمن.
وباستثناء ألمانيا التي عرضت إرسال عدد صغير من الخبراء الكيميائيين بسوريا، فإنه لا أحد على استعداد للإشراف على التفكيك المعقدة والتخلص مما يقدر بـ 10 آلاف طن من المواد السامة الخطرة، أو قبول دفنها في أرضه وتمويل العملية.
وقال وزيرة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي أمس الخميس، إنه من الضروري أن يطبق الاتفاق مع قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي في الأسبوع المقبل عندما تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها السنوي في نيويورك.
ولم يشر كيري إلى كيفية ردَ الولايات المتحدة حال فشل الصفقة، أو ما إذا كان سيتم إحياء الخيار العسكري الأمريكي.
ولكن كان واضحا، بالفعل، كما أورد التقرير، أن صفقته مع لافروف لن تر النور، حتى بالنسبة للعدد قليل من المتعاطفين مع أوباما الذي كان قد أشاد بنجاحه في التوصل مع موسكو إلى حل للحرب السورية وإزالة الترسانة الكيميائية الأسد.
وقال الحاكم السوري بهدوء في حواره مع قناة فوكس إن حكومته مستعدة للتخلص من أسلحتها الكيميائية، ولكنها ستكون عملية معقدة جدا، ومن شأنها أن تستغرق نحو عام أو أكثر، وتكلف حوالي مليار دولار.
وقد توصل خبراء أمنيون، كما نقل عنهم تقرير "ديبكا"، إلى نتيجتين بعد مقابلة الأسد الأخيرة:
1 . تمييز الأسد بين ترسانته الكيميائية التشغيلية ومخزوناته من تلك الأسلحة، ويبدو أنه على استعداد للتخلص من الفئة الأولى، لكنه ظهر مصمما للحفاظ على المخزونات.
2 . بدا واثقا من أسلوبه وأقرب إلى الغرور، مظهرا ارتياحه من أنه لن يحرم من قدراته الكيميائية.
ومع ظهور مؤشرات التملص من صفقة كيري لافروف، اتضح أنه كان أقل تماسكا وأقرب إلى تفاهمات فضفاضة محدودة بشأن مسألة الكيميائي السوري، والتي تُركت دون حل حاسم.
خدمة العصر