اعتدى جنود اسرائيليون على دبلوماسيين اوروبيين يوم الجمعة واحتجزوا شاحنة تحمل خياما ومواد اغاثة كانوا يحاولون توصيلها إلى فلسطينيين هدمت منازلهم الاسبوع الماضي.
وشاهد مراسل رويترز جنودا يلقون قنابل الصوت على مجموعة من الدبلوماسيين وعمال الاغاثة والسكان المحليين في الضفة الغربية المحتلة ويسحبون دبلوماسية فرنسية من الشاحنة قبل قيادتها بعيدا بما تحمله من مساعدات.
وقالت الدبلوماسية الفرنسية ماريون كاستينج "سحبوني خارج الشاحنة ودفعوني على الأرض غير مبالين بحصانتي الدبلوماسية."
واضافت وقد غطاها التراب "هكذا يحترم القانون الدولي هنا."
وقال سكان محليون ان خربة المكحول كانت موطنا لحوالي 120 شخصا. وأزال الجيش مساكنهم البدائية وحضانة اطفال يوم الاثنين بعد ان قضت المحكمة العليا الاسرائيلية بأن السكان لا يملكون الموافقات اللازمة للبناء.
وعلى الرغم من هدم مساكنهم رفض السكان الرحيل عن الارض حيث يقولون ان اسلافهم عاشوا عليها مع دوابهم على مدى أجيال.
وقال الجيش الاسرائيلي يوم الجمعة ان قوات الامن حاولت منع نصب خيام في المنطقة طبقا لقرار المحكمة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي "اعترض فلسطينيون ونشطاء اجانب في الموقع بعنف والقوا الحجارة وهاجموا ضباط إنفاذ القانون.
"يجري حاليا التحقق من تقارير عن تجاوز دبلوماسيين المزايا الممنوحة لهم واذا استدعى الامر فسوف تقدم شكاوى للسلطات المختصة."
ولكزت الدبلوماسية الفرنسية جنديا في وجهه بعد ان نهضت من على الارض. وقال مراسلون لرويترز في المنطقة انهم لم يروا رشقا بالحجارة ولم يروا نشطاء اجانب.
ومنع الجنود الاسرائيليون اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تقديم مواد الاغاثة للسكان يوم الخميس وتمكن موظفو الصليب الاحمر يوم الأربعاء من نصب بعض الخيام لكن الجيش أجبرهم على ازالتها.
وتوجه دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا واسبانيا وايرلندا واستراليا والمكتب السياسي للاتحاد الاوروبي إلى المنطقة اليوم الجمعة بالمزيد من المساعدات. وفور وصولهم أحاطت بهم نحو عشر سيارات جيب تابعة للجيش الاسرائيلي وطلب الجنود منهم عدم افراغ محتويات الشاحنة.
وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الاعلام "هذا امر صادم ومثير للغضب. سنبلغ حكوماتنا بهذه التصرفات.
"(وجودنا هنا) مسألة واضحة من مسائل القانون الانساني الدولي. ووفقا لمعاهدة جنيف يجب على القوة المحتلة مراعاة احتياجات السكان في المناطق المحتلة. هؤلاء الناس لا يتمتعون بالحماية."
واحتجز العديد من سكان القرية بعد مشادات بين الجنود والسكان المحليين وفقد مسن فلسطيني الوعي ونقل لتلقي العلاج في عربة اسعاف.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان ان خربة المكحول هي ثالث تجمع بدوي يزيله الاسرائيليون في الضفة الغربية وبلدية القدس المتاخمة منذ اغسطس اب.
واتهم الفلسطينيون السلطات الاسرائيلية بالاستيلاء على اراضيهم سواء بتخصيصها للجيش أو بتسليمها لاسرائيليين لبناء المستوطنات عليها.
واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام المباشرة الشهر الماضي بعد توقف استمر ثلاث سنوات. واعرب المسؤولون الفلسطينيون عن شكوكهم العميقة في امكانية أن تحقق هذه المحادثات أي نتيجة حقيقية.
وقال متحدث باسم القنصلية البريطانية العامة في القدس ان لندن تبدي "قلقها الشديد" تجاه هدم المنازل في خربة المكحول وما تبع ذلك من رفض حصول السكان على مساعدات.
وقال "اوضحنا مرارا للسلطات الاسرائيلية قلقنا تجاه هذا الهدم الذي نرى انه يسبب معاناة لا لزوم لها لفلسطينيين عاديين كما انه يضر بعملية السلام ويخالف القانون الانساني الدولي."