قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الخميس، إن قلقاً يخيم على السياسيين الإسرائيليين من جرّاء "تسكين الضغط" على إيران حيال ملفها النووي، مثلما حصل بالنسبة لموضوع الحرب على سوريا، بعد الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير بخصوص تخلي نظام الأسد عن ترسانته الكيميائية مقابل عدم توجيه ضربة عسكرية ضده.
وهذا القلق، بحسب معاريف، دفع الإدارة الأمريكية إلى إرسال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مطلع الأسبوع الجاري، إلى إسرائيل للتوضيح بأن الولايات المتحدة ماضية في ملف إيران النووي حتى الوصول إلى صيغة مماثلة لما جرى في سوريا وهي "تفكيك منظومة أسلحة الدمار الشامل لديها".
وتوصلت روسيا والولايات المتحدة، السبت الماضي، إلى اتفاق في جنيف على خطة لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية، تمهل دمشق أسبوعاً لتقديم لائحة بتلك الأسلحة، على أن تنتهي عملية الإزالة منتصف عام 2014، بينما تتهم إسرائيل والغرب، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، إيران بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، مرددة أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة الكهربائية، وفي المقابل تتهم طهران تل أبيب بالتحريض على البرنامج النووي الإيراني؛ لصرف الأنظار عن "ترسانة نووية إسرائيلية ضخمة" غير خاضعة للرقابة الدولية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن طمأنة كيري لم تهدّئ من حدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي قال، الأسبوع الجاري، في حديث صحفي له قبيل افتتاح الجلسة الأخيرة للحكومة الإسرائيلية، "إن هناك أربع خطوات يتوقع من أوباما أن يعرضها على الرئيس الإيراني حسن روحاني في أي حوار أو اتفاق ديبلوماسي، الأولى؛ الوقف الكلي لأعمال تخصيب اليورانيوم، والثانية إخراج اليورانيوم المخصّب من إيران، أما الثالثة إغلاق منشآت التخصيب، في حين أن الخطوة الرابعة تتضمن وقف مسار عمليات التخصيب".
من جهتها، علّقت القناة العاشرة الإسرائيلية على مطالب نتنياهو بأنها "أمر مستحيل" خلال هذا الحوار، الذي قال عنه السفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو "إنه متوقع وقد يكون قريباً"، وذلك بحسب تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية قبل يومين، بينما رأت، صحيفة "هآرتس"، "جمود التحركات تجاه التعامل مع الملف الإيراني يكسره وجه روحاني المعتدل في رأي العالم"، حسب تعبيرها.
وهذا "الكسر" جعل إسرائيل تتخوف من مبادرة أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخراً، بحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، بأنه على استعداد لإغلاق المفاعل النووي في "بوردو"، شمال إيران، وتمكين خبراء وكالة الطاقة الدولية من فحص المفاعلات النووية، بشرط أن يوافق الغرب على إزالة العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده.
وهذه المبادرة الإيرانية ردّ عليها وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، يوفال شطاينتس، في تصريح نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، مطلع الأسبوع الجاري، قال فيه "إن مفاعل بوردو ليس المشكلة الأساسية لإسرائيل وإن إغلاق هذا المفاعل يعتبر خطوة صغيرة ستكون بدون معنى إن تمت لوحدها"، حيث أن غالبية دوائر الطرد المركزية ليست في بوردو، وإيران "تستطيع إنتاج 6 قنابل نووية في العام الواحد"، حسب تعبيره.
ردّة الفعل الإسرائيلية، من خلال تصريحات أركان الحكم في إسرائيل لم تكن في سياق معزول عن حركة ومنهجية إسرائيلية واضحة ضد إيران، كما قالت القناة الثانية العبرية، التي أضافت أن هذه المنهجية، تقوم بها إسرائيل لمواجهة "أي محاولة لكسر الإجماع الدولي حول حصار إيران الاقتصادي الذي تراه إسرائيل ركناً أساسياً في الضغط على الرئيس حسن روحاني في هذه المرحلة".
مدير هيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية شاؤول حوريف هو الآخر كان الأوضح في مخاطبة العالم برؤية إسرائيل حيال إيران، في تصريحات نشرتها معاريف، يوم أمس، والتي قال فيها "الصورة التي يرسمها ممثلو إيران لانفتاحهم وشفافيتهم بالنسبة للبرنامج النووي لبلاده، تتعارض بشدة مع تصرفات إيران على أرض الواقع"، حسب تعبيره، مضيفا أن القضية الأهم في ملف إيران النووي لا تتعلق بأنها حسّنت من لغتها الديبلوماسية حيال الغرب، وإنما المطلوب "أن تتصدى بجدية للقضايا المعلّقة التي ما زالت دون حل منذ فترة طويلة جداً".
وبحسب القناة السابعة الإسرائيلية فإن القضايا المعلّقة بالنسبة للملف الإيراني، هي "العقلية الإيرانية، اليورانيوم الإيراني، المفاعلات النووية، حلف إيران مع سوريا وحزب الله، ونشاطها السري في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ملفات، لم تحددها، تحتاج إسرائيل فتحها والوصول فيها إلى نتائج لصالحها خاصة في ظل مرحلة باتت فيها خيارات ضربة عالمية لإيران وسوريا تفلت من يد إسرائيل.