إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد مستشارتان إعلاميتان، بثينة شعبان ولونا شبل، وهما تحددان أية وسيلة إعلامية دولية تحظى بفرصة لقاء الرئيس.
غابت بثينة شعبان، على إثر تصريح «جرزة» الإصلاحات التي وعد بها الأسد، عن الفضائيات حتى خرجت تقارير تؤكد انشقاقها.
ولكنها لم تفعل شيئاً من هذا القبيل، وخرجت، قبل أيام إثر الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية، مفسرة «لقد اختطفت داعش (دولة العراق والشام)، بالتعاون مع تنظيم القاعدة، أطفالاً من قرى الساحل، وبالتحديد من أطفال العلويين، وأُخذوا إلى الغوطة الشرقية، ووُزعوا على بيوت أهل الغوطة، وفي الصباح، وجهت داعش صواريخها المحملة برؤوس كيميائية، إلى حيث ينام الأطفال الـ 400، فقتلتهم، وقتلت معهم 1029 مواطناً آخرين، وقد فعلت ذلك من أجل اتهام النظام السوري الممانع بهذه الفعلة في مشهد بدا كوميديا حزينا».
ووفق مراقبين فإن هذا التصريح كان هفوة لـ»خبيرة تجميل» وجه الأسد إعلاميا خاصة في الخارج.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن دائرة الأسد من مستشاري وسائل الإعلام تشمل امرأتين هما بثينة شعبان، ولونا شبل المراسلة السابقة في قناة الجزيرة التي رتبت مقابلة تشارلي روز من CBS في وقت سابق من الأسبوع الماضي والتي حظيت باهتمام دولي واسع.
ونشرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في وقت سابق مقابلة مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان أجراها الصحفي روبرت فيسك.
ولفت فيسك إلى أن «شعبان واحدة من ستة مسؤولين سوريين شملتهم قائمة العقوبات الأميركية». واصفا إياها بأنها «أم في منتصف العمر ومؤلفة تتحدث الإنكليزية بطلاقة». مضيفا أنه جلس في مكتب بثينة شعبان في دمشق وسألها عن شعورها تجاه قائمة العقوبات الأميركية، فأجابته بكل بساطة «لا شيء». ويشير فيسك إلى أن «بثينة شعبان تفضل الحديث غير المسجل، لكنه كان يصر على أن المقابلة قيد التسجيل».
وقال ديفيد رودس، رئيس «سي بي أس نيوز»، إن فريق الأسد الإعلامي صغير، يتميز بالولاء، ومتمركز محليًا.
ويقول جون سنو، المذيع المخضرم في قناة 4 نيوز البريطانية، إن التواصل مع شعبان يمكن اختصاره بعبارة واحدة «لا يوجد اتصال»، لكن ذلك تغيّر بعد فترة وجيزة من التقارير عن مذبحة بحق المدنيين خارج دمشق يوم 21 آب (أغسطس)، إذ فوجئ سنو بمنحه مقابلة تلفزيونية على الهواء مباشرة يوم 4 أيلول (سبتمبر) الجاري.
وقال ريتشارد روث، رئيس المراسلين السابق لشبكة «سي بي اس نيوز»، عن شعبان «أنا لا أعتقد أنها قدمت في أي وقت مضى حججًا مقنعة لسياسات الأسد، لكنها سيدة خبيرة جدًا عندما يتعلق الأمر بالمقابلات التلفزيونية، فهي تجيد التعبير، وقوية الشخصية لا يمكن ثنيها، كما تتحدث برسمية وثقة وبلغة إنكليزية لا تشوبها شائبة».
شعبان، كثيرًا ما توصف بأنها الناطقة باسم الحكومة السورية.
وأثبتت نفسها للصحفيين على أنها «شخص قادر ويتمتع بالسلطة في سوريا»، وفقًا لما قاله روث.
وعلى الرغم من أنها حلقة الوصل في مقابلات الأسد مع روز بين العامين 2006 و2010، إلا أنها لم تكن موجودة عندما عاد الأخير إلى دمشق لإجراء المقابلة في نهاية الأسبوع الماضي.
وفقًا لجيف فاغر، رئيس «سي بي أس نيوز» الذي رافق روز في الرحلة، كانت شبل المسؤولة عن ترتيب المقابلة مع الأسد.
وقال فاغر إنه خرج ذلك اليوم بانطباع بأن المستشارة لونا شبل لاعب خطير.
وتولت الإعلامية لونا الشبل مهمة الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خلفا لجهاد مقدسي.
وكانت الشبل قدمت استقالتها من الجزيرة مع بدايات الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وعزت الشبل استقالتها إلى أسباب لم يكن منها طريقة تعاطي الجزيرة مع تغطية الأحداث في سوريا. ولكن مطلعين أكدوا أن اعتراضها على هذه التغطية التي اعتبرتها منحازة ضد النظام السوري كانت السبب في الاستقالة.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، تحدث الأسد أيضًا مع صحفيين من فرنسا وروسيا، ما أتاح له التأثير على الرأي العام في هذين البلدين. ولم تستجب شعبان وشبل للطلبات المتكررة الأسبوع الماضي لإجراء مقابلات مع الأسد.
ووفق مراقبين فإن الخبيرتين تعرفان جيدا ماذا تفعلان ومتى تخرجان الأسد للضوء ومتى تخفيانه عن الأنظار رغم بعض الهفوات.
العرب