كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها نشرته اليوم، أن القوات الإيرانية تتولى تدريب الميليشيات الشيعية من مختلف أنحاء العالم العربي في قاعدة قرب طهران (15 أميال خارج العاصمة طهران) لخوض المعركة في سوريا، بما يعكس تنامي دور الحرس الثوري الإيراني في الحرب الدموية في الشام.
ويقول التقرير إن حافلات تقل رجال الميليشيات الشيعية من العراق وسوريا ودول عربية أخرى وصلت إلى قاعدة إيرانية في الأسابيع الأخيرة تحت جنح الظلام، لتدريبهم على حرب المدن وتلقى توجيها من رجال الدين في إيران، وفقا لشخصيات عسكرية إيرانية ومقيمين في منطقة. ومهمة المقاتلين: "تحصين نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتمردين السنة والولايات المتحدة وإسرائيل".
وقد أنقذ اتساع دور إيران في سوريا الأسد مرة أخرى من شبه هزيمة في أقل من عام. هذا ولم يتم الكشف سابقا عن معسكرات تدريب إيران للمقاتلين الشيعة.
ويرى التقرير أن تدريب الآلاف من المقاتلين هو ثمرة قرار إيران في العام الماضي أن ترمي بثقلها في حرب حليفها الأسد شد الثورة الشعبية في محاولة لتغيير ميزان القوى في المنطقة: إنها الآن حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية على النفوذ في أعقاب ثورات الربيع العربي، وفقا للصحيفة.
وتستند الصحيفة في معلوماتها عن التورط الموسع للحرس الثوري الإيراني في سوريا لمقابلات مع أفراد مطلعين بشكل مباشر على أنشطة الحرس الثوري، بما في ذلك تدريب المقاتلين السوريين الموالين والعرب الشيعة، وأعضاء من الحرس وعسكريين رفيعي المستوى في إيران ومستشار لحزب الله في لبنان.
يوم الجمعة الماضي، بث التلفزيون الهولندي فيديو قيل إنه من إصدار مخرج أفلام من الحرس في سوريا، يُظهر أعضاء في الحرس الثوري يقيمون في مدرسة بمدينة حلب، ويصور لقاء مع قائد الجيش السوري المحلي. في الفيديو، يقول قائد الحرس في حلب إنه كان يقود وحدات الجيش السوري لمدة عام ونصف، وأن إيران تدرب مقاتلين من مختلف أنحاء العالم العربي لخوض المعارك في سوريا.
في الصيف الماضي، كما أورد التقرير، وبعد أن سيطر الثوار السوريون على أجزاء كبيرة من حلب، انطلقت القيادة العليا للحرس الثوري في العمل المكثف، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأعضاء الحرس الثوري في إيران.
وبإشراف قائدها في الخارج، الجنرال قاسم سليماني، أُنشئت وحدة عسكرية "غرفة عمليات" للتحكم في عملية التعاون بين طهران، سوريا ومقاتلين من حزب الله، حسب المصادر ذاتها.
ويفيد التقرير أن اثنين من كبار القادة الذين أشرفوا على حملة طهران القمعية في العام 2009 ضد المؤيدين للديمقراطية والمحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية آنذاك، وهما الحنرالان "حسين الحمداني" و"يد الله جواني"، تم إرسالهما إلى سوريا، استنادا لمسولين عرب وأمريكيين وأعضاء في الحرس الثوري.
كما أرسل الجنرال سليماني أيضا قادة في الحرس الثوري ممَن أداروا المعارك ضد حركات التمرد في إيران نفسها، طبقا للمصادر نفسها.
ويضيف التقرير أن بعض المستشارين العسكريين للحرس الثوري وخبراء مكافحة التمرد قد شاركوا في المعارك جنبا إلى جنب مع قوات الأسد والميليشيات لتحقيق أهم الانتصارات، كما يقول هؤلاء المسئولون. وقد أحيت مواقع إيرانية مرتبطة بالحرس الثورية ذكرى قتلى من أعضاء الحرس الإيراني في الحرب السورية، وُصفوا بأنهم "شهداء". كما نشرت مواقع صورا للجنائز وكلمات تأبينية لبعض قادة الحرس.
كما تتم تعبئة آلاف المقاتلين الشيعة العرب من طرف قادة الحرس والجنرال سليماني، وأكثرهم من لبنان والعراق لتدريبهم وإرسال إلى جبهات القتال دعما لجيش الأسد.
ويقول التقرير إن الجناح العسكري لحزب الله اللبناني أرسل وحده الآلاف من المقاتلين إلى سوريا بالتنسيق مع الحرس الثوري في إيران. ويضيف أن قادة حزب الله يسيطرون حاليا على المناطق الإستراتيجية الهامة التي استردها نظام دمشق، بما في ذلك مدينة القصير وبعض أجزاء من مدينة حمص وجيوب في جنوب محافظة درعا.
"قاسم سليماني يحكم الآن سوريا"، كما يقول العقيد أحمد حمادة، ضابط في الجيش السوري الحر، ومقر قيادته بالقرب من مدينة حلب، ويضيف: "بشار هو مجرد عمدة عنده".