رحبت سوريا الاحد بالاتفاق الاميركي-الروسي حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة معتبرة أنه اتاح "تجنب الحرب" وأنه يشكل "انتصارًا لسوريا"، كما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر.
وقال الوزير في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية "نحن نرحب بهذا الاتفاق. فمن جهة أنه يساعد السوريين على الخروج من الازمة، ومن جهة ثانية اتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم".
واضاف "أنه انتصار لسوريا تم تحقيقه بفضل اصدقائنا الروس".
وقد توصل وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف السبت في جنيف الى اتفاق حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية مع جدول زمني محدد يمهل دمشق اسبوعًا لتقديم لائحة باسلحتها الكيميائية على أن يتم اتلاف هذه الاسلحة بحلول منتصف العام 2014.
وهذا الاتفاق ابعد شبح الضربات العسكرية التي كانت تفكر واشنطن بتوجيهها ضد سوريا من اجل "معاقبة" النظام على الهجوم الكيميائي الذي تتهمه بشنه قرب دمشق في 21 اب/اغسطس.
وحملت روسيا في المقابل مسؤولية هذا الهجوم الى مسلحي المعارضة السورية.
واكد الوزير السوري أن "هذا الاتفاق اصبح ممكنًا بفضل الدبلوماسية الروسية والحكومة الروسية".
وكانت روسيا، حليفة دمشق، فاجأت العالم في 9 ايلول/سبتمبر بتقديم اقتراح ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
واعتبر حيدر أن اتفاق جنيف "يؤمن دعمًا دوليًا لكي يجلس كل ممثلي الشعب السوري الى طاولة المفاوضات ويحلوا مشاكلهم الداخلية في المرحلة التالية".
وقد رحبت عدة عواصم اوروبية بالاتفاق الذي نال الاحد دعم الصين ايضًا.
التحذير من التفسيرات المختلفة
حذر نائب روسي نافذ الاحد من أن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تفسرا بشكل مختلف الاتفاق حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية الذي تم التوصل اليه السبت في جنيف بين وزيري خارجيتي البلدين.
وقال الكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي) لوكالة انترفاكس إن "المسألة الاساسية المطروحة الآن هي معرفة ما اذا كانت التسوية السورية ستصبح موضع تفسيرات مختلفة أو حتى متعارضة بين الولايات المتحدة وروسيا".
وقد توصل وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف السبت في جنيف الى اتفاق حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014 ينص على اعتماد قرار في مجلس الامن يجيز اللجوء الى القوة في حال اخل النظام السوري بتعهداته.
وروسيا، حليفة النظام السوري، عرقلت حتى الان كل مشاريع القرارات الملزمة في مجلس الامن حول سوريا.
واعتبر بوشكوف أن هذا الاتفاق يشكل "نجاحًا للدبلوماسية الروسية".
وكانت روسيا اثارت في 9 ايلول/سبتمبر مفاجأة دبلوماسية كبرى مع تقديم اقتراح ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي.
وقال البرلماني "لم يعد لدى الولايات المتحدة امكانية التحرك وحيدة. لقد حرمناها بعض الشيء من ورقتها العسكرية"، مضيفًا أن الولايات المتحدة يمكن أن تعود الى تهديداتها العسكرية.
وشاطره هذا الرأي المحلل الروسي فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية".
وقال لوكيانوف لاذاعة صدى موسكو إن "الرئيس باراك لا يمكنه التراجع عن تهديداته ولن يقوم بذلك".
واضاف هذا الخبير أن "تطبيق هذه الخطة ينطوي على العديد من المخاطر وواقع اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اللجوء الى القوة يمكن أن يفسر على أنه اساس شرعي لشن عملية عسكرية".
وخلص الى القول: "من المبكر جدًا الاحتفال بالنصر لأنه لا يزال بعيدًا".