انتقد مقاتلون سوريون معارضون بشكل لاذع الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد الاتفاق الروسي الاميركي في شأن الاسلحة الكيميائية السورية، وتراجع واشنطن عن ضربة عسكرية "عقابية" ضد نظام الرئيس (السوري) بشار الاسد ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق.
واتهم قائدا كتيبتين مقاتلتين بعد توحيدهما في مدينة حلب في شمال سوريا، المجتمع الدولي بعدم الاكتراث للشعب السوري، معتبرين ان الرئيس الاسد وحليفته موسكو يعملان على كسب الوقت ليواصل النظام السوري حملاته العسكرية ضد معارضيه.
وتأتي مواقف المقاتلين المعارضين بعد اعلان واشنطن وموسكو السبت توصلهما الى اتفاق في شأن التخلص من الترسانة الكيميائية السورية في حلول منتصف العام 2014، مع التلويح بصدور قرار عن مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع في حال اخلال دمشق بالالتزاماتها في هذا المجال.
ويقول قائد "لواء التوحيد" في حلب عبد القادر صالح لـ"وكالة فرانس برس" ان "الولايات المتحدة قالت للعالم انها ستضرب سوريا، وعندما حان الوقت، خافت".
من جهته، ييدو القائد الميداني في اللواء عبد العزيز سلامة اكثر حدة في انتقاداته. واذ يتهم روسيا وسوريا "بوضع خطة متكاملة لوقف التهديد بضربة غربية"، ينتقد اوباما "الذي اثبت انه رجل لا يلتزم بكلمة شرف".
يضيف: "لسنا في حاجة الى ضربات، لسنا في حاجة الى أحد. نعتمد على الله الذي سيجلب لنا النصر النهائي".
الا انه يؤكد انه في حال قررت الولايات المتحدة ضرب سوريا "سنفيد من الوضع ونشن هجمات ضد القواعد العسكرية للنظام والمطار (الدولي) للسيطرة على حلب".
ويقول ابو توفيق، وهو احد قادة "كتيبة الفتح"، انه "غير راغب بحصول الضربة"، الا انه يؤكد انه "في حال حصول ذلك، ستجد الولايات المتحدة حليفا قادرا في الميدان".
ويضم اللواء والكتيبة اللذان اعلنا الجمعة توحيد جهودهما، نحو 13 ألف مقاتل موزعين في مناطق سورية عدة.
وانتقد المتحدث باسم لواء التوحيد ابو فراس عدم اكتراث المجتمع الدولي بالنزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من عامين.
واضاف "الولايات المتحدة وروسيا تلعبان بالورقة السورية، نحن لا شيء بالنسبة لهما. الامر نفسه بالنسبة الى الامم المتحدة التي تتهم النظام بارتكاب جرائم ضد الانسانية، وتناقش مرارا وتكرارا ما يمكن القيام به".
وتابع: "امضوا نحو 30 شهرا في هذا النقاش، ولم يفعلوا شيئا على الاطلاق".
ويصرخ احد المقاتلين "اوباما كاذب، لا يفي بوعوده. قال انه سيضرب اذا استخدم الاسد الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين. الى ماذا يحتاج اكثر من ذلك للتدخل ووقف هذه المجزرة؟".