اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى تقرير لها، اليوم السبت، أن تخبط الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى التعامل مع أزمة الأسلحة الكيميائية السورية كان منحة إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لتصدر المشهد السياسى العالمى.
وأضافت الصحيفة –فى تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني- أنه مع نجاح المبادرة الروسية بشأن وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية، فإن بوتين يكون قد رد الجميل لأوباما من خلال تمكين الأخير من تجنب تصويت الكونجرس الأمريكى الذى كان يخشى من خسارته، بالإضافة إلى تجنيبه مغامرة خارجية لا يريدها.
وأردفت الصحيفة قائلة إنه مع تغيير روسيا من أسلوبها الفظ إلى أسلوب أكثر ايجابية، فإنها ستشرع فى إثبات قدرتها على حجز موقعها فى صدارة المجتمع الدولى، لافتة إلى أن عليها أن تدرك أنه مع امتلاك القوة تأتى المسئولية، لذا فيجب على روسيا أن تضمن امتثال سوريا إلى مبادرة الأسلحة، وألا تعيق أى قرار بشأن ضرب سوريا فى حالة نكوثها بوعدها وأن تؤيد أى قرار تصدره الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة فى حالة عدم الامتثال.
واختتمت "فاينانشيال تايمز" تقريرها قائلة إنه يجب على روسيا أن تفى بكافة التزاماتها الدولية بما فيها التزاماتها التجارية التى تتملص منها منذ الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية فى العام الماضى، لافتة إلى أنه على الرغم من أن بوتين لعب دورا دبلوماسيا إزاء القضية السورية، فقد أرهبت روسيا جيرانها فى نوفمبر الماضى لكى لا يوقعوا على اتفاقيات كان من شأنها توطيد علاقاتهم بالاتحاد الأوروبى.