هذا الأسبوع، سنتحدث عن كيفية إدارة الشابة الأميركية أشلي وايت، والتي أسست بولكادوت آلي Polkadot Alley، لمتجرها الإلكتروني عبر الإنترنت.
هناك عدة أسباب لاختياري هذه المقالة، بداية آشلي كان لها هواية منذ الصغر ألا وهي تصميم الألبومات التذكارية لمن هي على وشك الخطوبة أو الزواج من زميلاتها وأصدقائها، ثم ذاع صيتها فبدأ الزبائن يطلبون منها المنتج التالي، ألا وهو هدايا مقدم الطفل الأول وأعياد الميلاد وهكذا.
كانت آشلي تصنع هذه الهدايا التذكارية بيديها، ولما زاد الطلب، وجدت أنها تقضي وقتا يعادل ما تقضيه في وظيفتها النهارية، ولذا أقدمت على خطوة طبيعية، أطلقت موقعا لتبيع من خلاله منتجاتها.
مع زيادة الطلبات ونجاح المتجر الإلكتروني، ومع مقدم طفلها الثاني، بدأت آشلي تضيف المزيد من المنتجات والهدايا والملابس ولوازم الأطفال، كما استقالت من وظيفتها لتركز على متجرها بعدما بدأ ربحه يزيد.
مثل أي صاحب عمل، تبحث آشلي عبر الإنترنت بشكل مستمر عن موردين يوردون لها بضاعتها، وبالملاحظة وجدت أن هذا البحث كان ينتهي بها على صفحات فيسبوك.
هذه الملاحظة دفعتها للتفكير في أن تحول متجرها الإلكتروني من موقعه إلى صفحته على فيسبوك، بأن تنشئ متجرا إلكترونيا على فيسبوك، وهو ما فعلته في 2011!
لكي أحفزك على الاستمرار في القراءة، بنهاية 2012، كان إجمالي دخل المتجر 400 ألف دولار سنويا، أما بنهاية العام الجاري 2013، فمن المتوقع تحقيق عوائد قدرها مليون ونصف دولار، بقوام 8 موظفين ومخزن صغير مساحته 140 مترا مربعا.
%95 من هذا العائد المتوقع سيأتي من البيع عبر صفحات فيسبوك. لكن هذه المعلومة ليست مطلقة، فمن واقع التجارب العملية، المتاجر التي نجحت على فيسبوك هي عادة تلك التي تبيع ملابس النساء والأطفال، والتي تجتذب متابعين متفاعلين نشطين محبين للعلامة التجارية.
في البداية، كانت عملية البيع تتم عبر ترك تعليق من المشتري برغبته في الشراء، ثم تقوم آشلي بإرسال البضاعة والفواتير يدويا، لكنها حين باعت 400 فستان خلال 3 ساعات، وجدت أن الخيار اليدوي غير مجد، لذا بحثت حتى استقرت على تطبيق Soldsie والذي يقدم الحل الشامل المتكامل، حيث يرسل فاتورة إلى المشتري الذي يدفعها إما ببطاقة ائتمان أو خصم أو باي بال، ويحصل التطبيق على 3 % من قيمة المعاملة، والباقي يذهب إلى آشلي، كما يدير التطبيق المخزون ويتابع عملية شحن البضاعة المباعة ويدير أوامر الشراء لمن يريد التعديل أو الإلغاء.
وفقا لشركة Soldsie صاحبة هذا التطبيق، حصلت الشركة في شهر يوليو 2013 الماضي على عميلها رقم ألف، وأصبح إجمالي الأموال المحصلة عبر التطبيق من فيسبوك أكثر من مليون دولار شهريا .%90 وهؤلاء العملاء هن من النساء، أغلبهن أمهات يعملن من منازلهن.
لهذه الطريقة من المبيعات عيوب عدة، أهمها الاعتماد الكامل على فيسبوك، ثم كشف كل الأوراق للمنافسين القادرين على تقليد كل ما تفعله آشلي دون ذرة حياء.
على الجهة الأخرى، ما إن ترى متابعة أو صديقة منتجا ما يروق لها وتشاركه على صفحتها، حتى يأتي المزيد من العملاء من صديقات الصديقات.
طبعا، ليست القصة أن تثبت التطبيق وترفع صور المنتجات، لتجد بعدها طوفانا من المشترين، فالأمر احتاج من آشلي العمل لمدة 6 شهور متواصلة في مجال التسويق الإلكتروني وإعلانات فيسبوك لصفحتها، حتى بدأ المتابعون يزيدون ويعودون لمتابعة الجديد، خاصة بعدما اعتادت آشلي على إجراء تخفيضات خاصة مرتين أسبوعيا على بعض منتجاتها، مع نشرها لصور المنتجات التي ستجري عليها الخصم (بعدد 30 منتجا في كل مرة تخفيض) قبلها كي يستعد المشترون.
كذلك تقوم آشلي بشكل عشوائي بنشر كوبونات خصم على منتجاتها، وتنشر كذلك صورا وأفلام فيديو للمنتجات الجديدة في مخزن الشركة التي سيبدأ بيعها قريبا ليستعد من يرغب في الشراء بتوفير بعض المال!
ليس هذا وحسب، إذ صنعت آشلي رابطا إنسانيا خاصا مع المتابعين، ألا وهو إبنتها الصغيرة إليسين، التي تعتبر وجه المتجر والشخصية الأكثر شهرة في الصفحة، والتي يريد المتابعون معرفة آخر أخبارها، ومتابعة صورها ونموها.
كذلك تشجع آشلي المتابعين بأن يردوا على أسئلة غيرهم من متابعي الصفحة، حتى أصبح عدد المتابعين يربو على 75 ألف متابع.
مقابل كل عنصر مباع، تضيف آشلي 2 دولار تكاليف شحن، وبحد أقصى 8 دولارات لكل طلبية، ويتم الشحن بعد مرور يومين على استلام الثمن، أما سعر البيع بشكل عام فهو أرخص بقليل من مثيله في متاجر التجزئة التقليدية، وفي ما يتعلق بالخصومات الأسبوعية، فينخفض السعر أكثر من ذلك، حتى يستمر دوران المخزون بسرعة كافية.
تنبهنا آشلي إلى أن شعب فيسبوك لا ينام، ولذا يجب أن يبقى شخص ما متابعا للتعليقات ويرد عليها أولا بأول، خاصة في مجال المتاجر الإلكترونية.
الشيء الثاني هو أن شعب فيسبوك سهل الغضب وسريعه، لكن يجب عليك أن تكون متحكما في أعصابك باردا في انفعالك، تتلقى الهجوم بشكل ديبلوماسي دون خسارة أي عميل.
الشيء الثالث هو أن تقدم خدمة عملاء جيدة جدا، فالعميل يتوقع أن ترد على سؤاله وتلبي طلباته فورا، وهذا يتطلب نظاما لوجيستيا، قويا، مرنا وذكيا.
أخيرا، المخزون وما أدراك ما إدارة المخازن. يجب أن تخزن الرائج، تتخلص من الراكد، تشحن بسرعة ودون أخطاء. كل هذا يتطلب أن تعد خطة توسع جاهزة للتطبيق عند زيادة المبيعات والعملاء.
هل ستنجح فكرة البيع عبر فيسبوك في العالم العربي؟ التجربة وحدها هي القادرة على الإجابة عن هذا السؤال.
هل تجرب البيع عبر صفحتك على فيسبوك؟ لن تخسر إذا فعلت، لكنك ستخسر إذا لم تفعل وفعلها غيرك وسبقك إلى هؤلاء العملاء الذين لا يجدون من يبيع لهم.
أنوه بأن هناك تطبيقات أخرى مماثلة لتطبيق Soldsie مثل Ecwid ،Ribbon ،Gumroad إلا أني لم أجرب أيا منها.
هل لاحظت أن تصميم الموقع الأساس بسيط؟ هل لاحظت أن صفحة فيسبوك ليس فيها أكثر من المعتاد؟ هل نجحت في جعل الفكرة تراودك لتطبيقها؟
* مدونة موقع نيوريوك تايمز