«بالونة اختبار.. مناورة» هكذا وصف البعض اختيار الدكتور رفيق حبيب، المفكر المسيحي، قائماً بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وهي المرة الأولى التي يتولى فيها مسيحي رئاسة حزب في مصر، والغريب أنه ليس أي حزب، هو حزب يمثل جماعة وجهت إليها الاتهامات بالمتاجرة بالإسلام لتحقيق أغراضها السياسية.
ورغم أن قرار الحزب بتكليف حبيب بالقيام بمهام رئيس الحزب حتى عودة الدكتور سعد الكتاتني رئيس الحزب، فإن تساؤلات عديدة طرحها هذا الاختيار خاصة وأن هناك أكثر من نائب للكتاتني فلماذا تم اختيار حبيب تحديداً، وهل في اختيار مناورة أو بالونة اختبار، كما وصف ذلك الباحث السياسي عمار علي حسن؟.
حبيب.. مفكر قبطي.. أكثر من دافعوا عن ضرورة الحفاظ على هوية مصر الإسلامية، مؤكداً في أكثر من مناسبة أن جماعة الإخوان وما ينبثق منها من تيارات وحركات تمثل في مجملها الإسلام الوسطي الذي تعرفه مصر، وكانت آرائه سبباً في هجوم حاد عليه، حتى وصل الأمر للبعض بالقول إن حبيب «مسلم» ويدعي انتماؤه للكنيسة الإنجيلية!!.
ورغم أن تعيين حبيب قائماً بالأعمال، لا يعني ترأسه بشكل دائم للحزب، إلا أن صعوده على رأس حزب أكبر حزب إسلامي، بل والذراع السياسي لجماعة الإخوان، التي يتهمها معارضيها بأنها تمارس تمييزاً بين المصريين، وبالعمل على إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، لهو أبلغ رد على تلك المزاعم والإدعاءات، خاصة وأن هذه الخطوة تعد الأولى التي تتخذ في حزب مصر، إذ لم يسبق أن تولى مسيحي رئاسة حزب مصري، على الأقل بعد الثورة.