كشف التقرير العالمي السنوي للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، عن أن التونسيين هم الأكثر شعورا بالتعاسة بين شعوب دول المغرب العربي، حيث حلت تونس في ذيل القائمة المغاربية والعربية في التقرير الذي شمل أكثر من 160 دولة في العالم.
أشارت دراسة أعدتها الأمم المتحدة أن معدل السعادة بين شعوب العالم ارتفع في معظم البلدان، باستثناء تلك التي تعاني من الاضطرابات السياسية والمشاكل الاقتصادية مثل تونس، حيث حصلت هذه الأخيرة على 4.82 نقطة من 10 لتحل خلف الجزائر التي تصدرت القائمة المغاربية بــــ5.41 ويليها المغرب الأقصى بـــــ5.43 ثم ليبيا بــــــ4.88 ، وذلك من خلال احتساب مؤشرات تخص الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للفرد ومتوسط العمر المتوقع للإنسان وعوامل اجتماعية أخرى.
وجاء تجميع التقرير، الذي صدر قبل أسبوعين من اجتماعات الجمعية العامــة للأمــم المتحدة، للمرة الثانية لحث قادة العالم على ضــم الرفاهية باعتبارها عاملا مهما لقياس التنمية في الأهـداف الإنمائية المستدامة بعد عــام 2015.
وتعليقا على نتائج التقرير والترتيب التونسي المتدني، قال الباحث الاجتماعي، رمزي الزايري "أن النتائج التي أفضى إليها المسح الأممي حول مؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب فيما يتعلق بالجانب التونسي، تعكس خيبة أمل التونسيين فيما أفضت إليها نتائج الحراك السياسي منذ سنتين ونصف، فالمواطن التونسي كان يعتقد حين أسقط بن علي بأن أبواب الجنة قد فتحت أمامه وبأن البلاد ستتحول إلى دولة متقدمة على غرار دول الديمقراطية الليبرالية، معلقا آمالا عريضة على التغير السياسي الذي وقع ،غير أنه تعرض إلى نوع من الخديعة حين تحول الصراع في البلاد إلى صراع هويات وإرادات بين السلطة و المعارضة".
وأكد الزايري أن "ما خرج من أجله الشباب التونسي أيام الثورة طلبا للرفاه الاجتماعي والاقتصادي لم يتحقق منه شيء حتى اليوم، وذلك ما يفسر هذا الشعور بالتعاسة لدى التونسي، حتى إن السلطات الأمنية قد سجلت 23 حالة انتحار خلال شهر يونيو الماضي، وهو ما يعتبر مؤشرا مفزعا يدل عن حالة اليأس التي يعيشها المواطن التونسي وخاصة فئة الشباب".