كشفت مصادر مطلعة بجبهة الإنقاذ الوطني، أن حمدين صباحي زعيم "التيار الشعبي" طلب من قيادات الجبهة دعمه للترشح لرئاسة الجمهورية، إلا أن قيادات الجبهة لم تتحمس لإبداء الدعم له.
وقالت المصادر ـ التى طلبت عدم نشر اسمها ـ إن صباحي طالب خلال اجتماع قيادات الجبهة الأخير الذى عقد بحزب "الوفد" بضرورة دعم مرشح رئاسي واحد يعبر عن الثورة، وتحدث عن مواصفات هذا الرئيس، التي بدت منطبقة بنسبة مائة بالمائة عليه، ما جعل قيادات الجبهة يخفون ابتساماتهم.
وقال عمرو موسي القيادي بالجبهة، الذى كان يدير الجلسة وقتها: "اجلس ليس هذا وقت الحديث عن الانتخابات الرئاسية". يأتي هذا وسط تباين في وجهات نظر القيادات داخل الجبهة تجاه دعم صباحي للرئاسة، إلا أن الأغلبية تراه غير مناسب، كما أن قيادات الجبهة الرئيسيين غير متفقين عليه، بحسب المصادر ذاتها. فيما يتردد بقوة اسم الدكتور أحمد سعيد رئيس حزب "المصريين الأحرار"، والأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطني كمرشح لرئاسة الجمهورية تدعمه الجبهة، والذي يحوز خاصة على دعم الشباب، باعتبار أن اسمه لم يلوث بالأقاويل ومواقفه وطنية وتوجهاته واضحة"، كما قالت المصادر.
ويبرز اسم الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث يرى فصيل بالجبهة أن الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد تجعل من الضروري أن يكون الرئيس القادم عسكريًا حتى يتصدى لمواجهة الإرهاب والعنف. وأكدت المصادر أن الجبهة سترى توجه الشارع وتؤيده فلو كان التوجه العام في الشارع المصري نحو اختيار رئيس عسكري فإن الجبهة ستدعمه، مبدية تخوفها من أن تدعم مرشح مدني يخرج عليه الإسلاميون وهو ما سيفاقم الوضع في البلاد وقتها.
من جانبه، قال جورج إسحاق، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، إن الجبهة ناقشت خلال اجتماعها الأخير اختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية تؤيده الجبهة وتقف خلفه بكل أحزابها، بحيث يكون رجل دولة وديمقراطي ويكون له رؤية كاملة للعدالة الاجتماعية ويعبر عن ثورة 25 يناير، ويعيد الأمن وأن يكون مطلعًا على المحيط العربي والإسلامي والإفريقي وصغير السن بحيث يتولى رئاسة مصر لفترة واحدة فقط. وقال شادي العدل، عضو المكتب التنفيذي لجبهة الإنقاذ، إن أهم مواصفات مرشح رئاسة الجمهورية أن يحظى بتوافق من الجبهة لتعلن دعمه ويكون شخصية ذات شعبية واسعة من الجمهور ولديه مقومات رجال الدولة بحيث يكون قادرًا على حل أزمات البلاد، مشيرًا إلى أن الاختيارات كثيرة من بين قيادات الجبهة. واعتبر أن إعلان عمرو موسى القيادي بالجبهة عن أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي لو ترشح للرئاسة سيفوز بها يعتبر تحليلاً لواقع شعبية وزير الدفاع، لافتًا إلى أن ترشحه سيضعف فرص أى مرشح آخر في الفوز بالمنصب. وألمح العدل إلى أن جبهة الإنقاذ قد تعلن رسميًا دعم السيسي لرئاسة الجمهورية إن ارتأت فيه محققًا للصالح الوطني، مشيرًا إلى أن الحكم العسكري ليس معناه شخص ينتمى للقوات المسلحة وإنما هو سياسة حكم قمعية فيما لو كانت طريقة تفكيره مستنيرة ومتحررة وطريقة إدارة الدولة جيدة فلا مانع، على حد قوله. وأكد في السياق أن موسى حتى الآن لم يحسم موقفه من ترشحه لرئاسة الجمهورية، فيما لم يحسم شباب جبهة الإنقاذ حتى الآن موقفهم من المرشح الرئاسي نظرًا لانشغالهم بالدستور وعقد حلقات نقاشية بشأنه ثم الحشد للتصويت عليه، وبعد الانتهاء من الدستور ستعلن الجبهة رسمياً موقفها من الانتخابات الرئاسية وتبدأ تحركاتها على أرض الواقع للإعداد للانتخابات الرئاسية.
المصريون