نشرت صحيفة الاندبندنت تحقيقاً لمراسلها في حلب، كيم سينغوبتا، بعنوان "كيف اختار الأسد أهدافه القاتلة". ويقول كاتب المقال إن "أكبر تهديد للزعيم السوري يقع على عتبة منزله أي في الغوطة التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضي".
ويضيف أن "الغوطة التي تبعد أقل من 10 كيلومترات من وسط دمشق سيكون لها دور مؤثر في المراحل القادمة والحاسمة للصراع الدائر في سوريا. وستمثل الغوطة نقطة إستراتيجية مثالية للثوار لضرب قلب النظام السوري. وليس من الغريب اختيارها لتكون هدفاً لأكثر جرائم الأسد بشاعة حتى الآن خلال الصراع الدائر في سوريا".
ويرى الكاتب أنه "بعد عامين ونصف من الصراع الوحشي في سوريا الذي قضى خلاله أكثر من 100 ألف شخص، فإن العديد من قوات المعارضة يأملون بأن تؤدي قتل أكثر من ألف سوري في الغوطة بالاسلحة الكيماوية إلى نقطة تحول جذرية في الصراع الدائر هناك"، مشيراً إلى أنه أخيرا قامت أمريكا وحلفائها باتخاذ موقف حازم".
ويضيف: "حتى في حال عدم توجيه الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا، إلا أن قوات المعارضة تأمل في تدفق مزيد من الأسلحة من دول الخليج".
ويرى "سينغوبتا" أن "نية الأسد تسليم أسلحته الكيماوية يعتبر "تكتيكاً ومماطلة".
وأفاد تحقيق الصحيفة أن مجموعة من الثوار قتلوا في الأسبوع الماضي كانوا يقتربون من الحدود الأردنية من الجانب السوري، وكانوا خليطا من كبار المقاتلين والمدنيين في طريقهم للقاء الداعمين الأجانب للمعارضة السورية وأعضاء قيادتها في المنفى في عمان، ادعوا (وقد تحدث إليهم الكاتب قبل الهجوم عليهم)، أن هناك أكثر من 40 ألف مقاتل في الغوطة ينتظرون الدعم وخطة منسقة لشن هجوم على العاصمة.
ويحاور كاتب المقال العديد من الشخصيات في الغوطة، ومنها، أبو عبد الله الذي كان محاصرا في الجزء الشرقي من المنطقة، ويقول: "نحن معتادون على سقوط مئة الصواريخ والمدفعية في اليوم، وهذا الأمر لا يزال مستمراً".
ويضيف: "نسمع أن الأمريكيين سيوجهون ضربة عسكرية، إلا أن الضربات العسكرية التي نتلقاها هي من قبل بشار الأسد".
ويلقي التحقيق الضوء على رجل أعمال ثري يدعى مصطفى عمر الذي أمضى قدرا كبيرا من ماله الخاص في تمويل كتائب المقاتلين المعارضين في المنطقة، كما ساعد أيضا تسهيل الزيارة التي قام بها مفتشو الأمم المتحدة إلى مواقع الهجمات الكيمياوية التي يشتبه فيها في الغوطة عن طريق الاتصال مع مجموعات مختلفة من قوات المعارضة.
ويقول عمر إنه الآن في مهمة في الأردن و تركيا للحصول على أسلحة من المساندين الدوليين. ويوضح: "نحن لا نقول إننا في الغوطة من أفضل المقاتلين، ولكننا الأقرب إلى العاصمة، لا يوجد مكان آخر مثل هذا الموقع الجيد للذهاب إلى الأسد و شعبه"، مضيفاً: "لهذا السبب حاصرتنا قوات الأسد لعدة أشهر ونتعرض لهجمات باستمرار، فضلاّ عن ضربنا بالأسلحة الكيمياوية.
ويختم بالقول إن "الاقتراح الروسي بشأن الترسانة الكيمياوية تثبت استخدام النظام السوري هذا السم، إنها مناورة لتجنب الضربات، لكنه أيضا اعتراف".
خدمة العصر