وضع مركز "أي اتش اس" لدراسات الإرهاب، في العاصمة البريطانية لندن، قائمة بالمواقع التي من المتوقع استهدافها من قبل القوات الأميركية، ضمن الضربات العسكرية المنتظر توجيهها إلى قواعد الجيش السوري النظامي.
وأشار تقرير صادر عن المركز المتخصص في الدراسات العسكرية ومكافحة الإرهاب إلى نية "الإدارة الأميركية استبعاد مخازن الأسلحة الكيميائية من قائمة المواقع، التي من المنتظر استهدافها في الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا، لعدم توفر الإمكانية لدى واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية جراحية لهذه المخازن، من دون حدوث أضرار بالغة للمناطق المحيطة.
وأكد على توجيه ضربات محدودة لمواقع سورية، من قواعد ثابتة وشبه ثابتة من أماكن بعيدة ومتفرقة. ومن ثم لن تحتاج الولايات المتحدة إلى إرسال طائرات لضرب الدفاعات الأرضية السورية، حيث يرجح استبعاد الرادارات وصواريخ أرض – جو السورية من قائمة الأهداف.
وذكر أن اعتراف الإدارة الأميركية بأن أجهزة المخابرات لم تتمكن من الكشف عن نية النظام السوري توجيه ضربة باستخدام السلاح الكيميائي إلى منطقة الغوطة الشرقية، في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، وحتى وقوع الحادث، وكذلك عدم تمكنها من إيجاد الدلائل الكافية على أن النظام السوري هو من ارتكب تلك المذبحة، لهذا السبب، فإن قدرة الولايات المتحدة لن تكون ناجعة لتدمير الأهداف وقواعد الصواريخ المتحركة، التي تحتاج إلى وقت طويل لاستكشافها عبر التتبع والعمل الإستخباراتي.
وأوضح التقرير أن واشنطن ستضع قواعد إطلاق صواريخ "سكود" الباليستية السورية كأولوية على قائمة أهدافها، لتجنب لجوء النظام إلى توجيه ضربات للدول المجاورة.
ومن المتوقع أن تستخدم صواريخ من طراز "كروز"، التي استخدمت من قبل في العراق وليبيا، لاستهداف مواقع حيوية خاصة بوزارة الدفاع السورية والجيش والاستخبارات، وعلى رأسها المباني والمخابئ والتحصينات الدفاعية، إلى جانب مخازن الأسلحة الثقيلة، بنفس الطريقة التي استهدفت بها إسرائيل شحنات الأسلحة السورية، في شهر مايو.
لكن مصادر عسكرية أوضحت أن القوات الأميركية تضع على رأس أولوياتها جميع المنشآت المتصلة ببرنامج الأسلحة الكيميائية، التي لا يمثل استهدافها خطرا كبيرا على البيئة المحيطة بها، والتي يأتي على رأسها المنشآت الإدارية والبحثية، ومراكز القيادة المسؤولة عن توجيه هذه الأسلحة، والخدمات اللوجستية للوحدات المتخصصة المسؤولة عن نقل وتوزيع تلك الأسلحة.
واستبعدت المصادر أن يتم استهداف البنية التحتية لسوريا، من طرق وجسور ومحطات كهرباء، لأن ذلك من شأنه أن يخلق مشكلات كبيرة لحكومة سوريا الجديدة فيما بعد الحرب، كما حدث في العراق من قبل، حيث عانت الإدارة الأميركية طويلا من عملية إعادة بناء تلك المنشآت، التي تعرضت لتدمير كبير أثناء الغزو الأميركي للبلاد.
في غضون ذلك قال المركز إن بعض السياسيين الأميركيين يريدون أن تكون الضربة مركزة بشكل كبير على تدمير البنية التحتية للجيش النظامي، بدرجة تعيد التوازن بين القوات النظامية والمعارضة. وفي هذه الحالة تكون المطارات العسكرية على رأس الأهداف التي قد يتم ضربها أولا، من خلال تدمير المدارج لمنع الطائرات الحربية من تنفيذ طلعات جوية تستهدف المدنيين.
ومع ذلك، من غير المتوقع أن تساهم هذه الضربات في تغيير موازين القوى بشكل كبير، وذلك بسبب اعتماد النظام، في استهدافه لمواقع المعارضة، على صواريخ أرض – أرض أكثر من اعتماده على الطائرات الحربية.
وأكد التقرير أن القوات الأميركية سوف تستهدف الطائرات المروحية المستخدمة في إمداد وتموين قواعد الجيش النظامي الواقعة تحت الحصار من قبل قوات المعارضة، لإضفاء حرية أكثر في حركة قوات المعارضة، والرفع من روحها المعنوية، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الأسلحة والمعدات التي توجد داخل هذه القواعد، من قبل قوات المعارضة، بعد انسحاب الجيش النظامي منها.
وأوضح أن عملية عسكرية تهدف إلى تدمير البنية التحتية للجيش السوري النظامي، من شأنها أيضا أن تطال مراكز القيادة والتحكم العليا، و مراكز الاتصال العسكري، ومن ثم تقليص قدرة الجيش النظامي على تنفيذ مهامه على الوجه المطلوب.
وقال مراقبون إن الرئيس السوري بشار الأسد وجيشه لن يفاجآ إذا ما بدأت الصواريخ الأميركية في ضرب سوريا قريبا، لكنه قد يستفيد بشكل أو آخر من تأخر الضربة نتيجة سعي الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كسب موافقة الكونغرس على هذه الخطوة.
ويقول مسؤولون وخبراء دفاع أميركيون إن قوات الأسد لا تستطيع إبعاد القدر الكافي من الأهداف عن متناول الجيش الأميركي، خاصة وأن واشنطن وصفت الضربة بأنها ذات أهداف محدودة للغاية.
وأقر هؤلاء الخبراء بأن الأهداف الثابتة، على سبيل المثال، لا يمكن حمايتها مهما طال الوقت. وقد تشمل مدارج الطائرات لكنها لان تتضمن منشآت تخزين بها أسلحة كيميائية.
وقال محلل شؤون الدفاع انتوني كوردزمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إن ضرب أهداف ثابتة سيقلص الأصول الرئيسية للأسد التي "لا يمكن تعويضها بسهولة مثل منشآت القيادة والتحكم والمقرات الرئيسية." وأضاف أن هذه أهداف دائمة.