رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قيام شركة "أباتشي كورب هيوستن" لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز ببيع جزء من استثماراتها في مصر يشير لموجة هروب جماعي للشركات الأمريكية باستثماراتها من القاهرة بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي. وقالت الصحيفة: منذ قيامها باكتشاف أول أبار نفط في صحراء مصر الغربية عام 1994، تسعى أباتشي كورب هيوستن للتنقيب عن النفط في مساحة تبلغ حوالي 10 ملايين فدان لتصبح أكبر مستثمر أمريكي في مصر ورمزا لنجاح الشركات الأمريكية هناك. وأضافت: إلا أن هذا الرمز – ووسط حالة عدم اليقين السياسي التي تعيشها البلاد – اضطرت الشركة لبيع ثلث استثماراتها بمصر لشركة سينوبك الصينية، وتوجيه نحو 3 مليار دولار لأماكن أخرى في العالم، فبيع أباتشي لثلث استثماراتها جزءا من خطط بتقليل أعمالها في مصر، حيث ستستمر في إدارة مشروعا مشتركا مع سينوبك للحفاظ على القوى العاملة البالغة نحو 9 الاف شخص. وأكدت الصحيفة أن الاستثمارات الأجنبية تواجه هذه الأيام انهيارا جديدا في مصر، مشيرة إلى اباتشي قد تتخذ خلال الأشهر المقبلة قرارات حاسمة بخصوص وضعها في البلاد، على ضوء ما تفعله الحكومة المؤقتة، وما إذا كانت الحكومة العسكرية الحالية أو أي خليفة لمرسي قادر على تحسين الأوضاع. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بالشركة قولهم إن الضرر الذي لحق بهم جراء الاضطراب التي عاشتها البلاد العام الماضي تزايد عقب إطاحة الجيش بالرئيس مرسي، فبحسب البيانات الرسمية فقد كانت الاستثمارات الأجنبية في مصر تبلغ نحو 11 مليار دولار سنويا في مصر اعتبارا من عام 2007، ولكن منذ عام 2011 اخفض وهرب نحو 500 مليون دولار للخارج البلاد. ونقلت الصحيفة عن هشام فهمى، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في مصر قوله: "أي شخص يريد أن يستثمر في مصر يقول انتظر ودعونا نرى ما سيحدث.. وهذا أمر مفهوم تماما". وأوضحت الصحيفة إن بيع أباتشي لجزء من استثماراتها يشير لموجة نزوح جماعي للشركات الأمريكية من مصر، فقد قامت شركة "شيفرون" أيضا بالإعلان مؤخرا عن بيع شبكتها من محطات البنزين والوقود في البلاد.