تسعى مايكروسوفت للعودة بقوة إلى السوق العالمية من نافذة الهواتف الذكية وبرامجها وتطبيقاتها، وتنويع استثماراتها في سوق الأجهزة والخدمات، بعد استحواذها على وحدة الانتاج في نوكيا.
تطمح شركة مايكروسوفت العملاقة إلى دمج التطور الكبير في برامجها الجديدة بتقنيات نوكيا، من أجل الحصول على حصة أكبر في سوق الهواتف الخلوية الذكية. وبشراء نوكيا، تسير مايكروسوفت على خطى غوغل، الذي استحوذ على هواتف موتورولا، بالرغم من أن سامسونغ وأبل تسيطران على سوق احتكرته ماتورولا ونوكيا طويلًا.
دوامة هابطة
لكن يبدو أن سوق التقنيات والهواتف الذكية مقبلة على تنافس شديد، لا مكان فيه لمن يتأخر عن الركب، تدخل غماره شركات عملاقة تعتمد على الدمج بين تقديم الخـدمات وبيع البرمجيات والأجهزة، ما يعد ضمانًا للنجاح في سوق تقنية تشهد منافسة حادة.
توحد مصير مايكروسوفت في الأجهزة المحمولة مع مصير نوكيا لحظة عقدت الشركتان شراكتهما الوثيقة منذ سنتين ونصف تقريبًا، فشركات تصنيع الهواتف المحمولة الأخرى تخلت عن برامج مايكروسوفت، أو خفضت دعمها لها، تاركين نوكيا لتمثل ما وصفه ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي في مايكروسوفت حينها، بأنه أكثر من 80 بالمئة من سوق "ويندوز فون". ومع ذلك، توشك الشركة الفنلندية على أن تنفذ من المال الكافي الذي يساعدها على تشكيل تحد خطير لشركتي آبل وسامسونج. فمن دون تحقيق تقدم كبير في المبيعات، ستواجه الشركة أزمة نقدية في نهاية المطاف، ما دفع المحللين إلى التحذير من إمكانية رؤيتها تغرق في دوامة هابطة، سبق أن غرقت فيها شركات منافسة، مثل بلاك بيري.
تحديات كبرى
التحدي الأكبر سيكون إثارة الاهتمام في برامج ويندوز فون بين مجموعتين فشلت معهما مايكروسوفت، هما مجموعة المستهلكين الذين أعرضوا عن العلامة التجارية لهاتف ويندوز، ومطوري البرمجيات الذين اختاروا آبل وجوجل.
ويقول تيري مايرسون، الرئيس الجديد لقسم أنظمة التشغيل في مايكروسوفت: "إن أساليب التسويق التي استخدمناها في الماضي ليست كافية''.
لكن حتى لو جهدت مايكروسوفت لحشد الاهتمام الاستهلاكي العالمي في أجهزتها الخاصة، فإنها تواجه مشكلة تطور الأجهزة المحمولة والخدمات السحابية لتكون مركز الكون التكنولوجي، ولتأتي وسط نظام معقد يتألف من المحتوى والخدمات والبرامج. وما تزال مايكروسوفت عاجزة عن الجمع بين هذه العوامل، لكنها وضعها نوكيا تحت جناحها قد يمكنها من ذلك.