اتهمت منظمة أطباء بلا حدود الحكومتين البريطانية والأمريكية بإساءة استخدام معلومات كانت المنظمة قد نشرتها حول الهجوم الكيماوي في سوريا.
وقال مدير عام المنظمة، كريستوفر ستوكس، لبي بي سي: "بعد النظر إلى تصريحات أدلت بها الحكومتان الأمريكية والبريطانية مؤخرا، نشعر أن هناك سوء استخدام للمعلومات التي قدمتها منظمة أطباء بلا حدود لاستباق نتيجة تحقيق الأمم المتحدة".
وكانت المنظمة قد أصدرت في 24 أغسطس/آب تقريرا، سرعان ما تداولته وسائل الإعلام الدولية باعتباره أول دليل من مصدر محايد على حدوث هجوم بالأسلحة الكيماوية في دمشق في 21 أغسطس/آب.
وجاء في ذلك التقرير أن "ثلاثة مستشفيات في محافظة دمشق، تحظى بدعم المنظمة الإنسانية الطبية الدولية أطباء بلا حدود، أعلنت أنها استقبلت صبيحة الأربعاء 21 أغسطس/آب 2013 حوالي 3600 مريض في أقل من ثلاث ساعات، وكانت تظهر عليهم جميعاً أعراض التسمم العصبي. وتوفي من بين هؤلاء 355 مريضاً".
ونقل التقرير عن بارت جانسنز مدير عمليات المنظمة قوله: "قدّم لنا الطاقم الطبي العامل في تلك المرافق معلومات مفصلة بخصوص تدفق أعداد كبيرة من المرضى على المرافق الصحية، وهم يعانون من أعراض مثل التشنجات، واللعاب الغزير، وتقلص حدقات العين، وتشوش الرؤية، وضيق في التنفس".
وأضاف جانسنز: "لا تستطيع منظمة أطباء بلا حدود من الناحية العلمية تأكيد مسببات هذه الأعراض، أو تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. غير أن الأعراض التي ظهرت على المرضى، إضافة إلى مسار للأحداث – الذي اتسم بتدفق كبير للمرضى في فترة قصيرة، والمكان الذي جاء منه المرضى، وانتقال العدوى إلى الطاقم الطبي والمسعفين – كلها تشير إلى تعرض جماعي لعنصر سمي مثير للأعصاب. ومن شأن تأكيد الأمر أن يشكل خرقا للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر حظرا تاما استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية".
تصريحات واشنطن
وبعد ثلاثة أيام، عرض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للموضوع قائلا إنه "من شبه المؤكد أن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي في 21 أغسطس/آب".
وأضاف كارني "هذا ليس مجرد استنتاج وليس تأكيدا من ناحيتنا فقط. أظنكم سمعتم بيان الجامعة العربية، وأظنكم شاهدتم روايات متعددة من شهود عيان وصور فيديو، وشاهدتم بيانات من منظمات مستقلة تعمل في سوريا، مثل منظمة أطباء بلا حدود".
وبعد بضعة أيام أصدرت الولايات المتحدة تقريرا يقول بثقة كبيرة "إن الحكومة السورية نفذت هجوما بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/آب".
وأوضح التقرير الأمريكي أنه استند إلى معلومات من مصادر مختلفة، من بينها معلومات استخباراتية سرية، كما ذكر التقرير المعلومات التي قدمتها منظمة أطباء بلا حدود، دون أن يسمي المنظمة.
فقال "استقبلت ثلاثة مستشفيات في منطقة دمشق حوالي 3600 مريض تظهر عليهم أعراض التسمم العصبي في أقل من ثلاث ساعات، وفقا لمنظمة إنسانية عالية المصداقية".
"أجندات سياسية"
لم تذكر منظمة اطباء بلا حدود تصريحا اميركيا او بريطانيا محددا أدى بها الى استنتاجها حول سوء استخدام معلوماتها لكن ستوكس قال ان المنظمة لا يمكنها "أن تقبل سوء "استخدام معلوماتها، خدمة لأجندات سياسية، مهما كانت هذه الاجندات".
وذكر أن "هناك تحقيقا دوليا جاريا حاليا، ونحن لا نفهم لماذا تستخدم معلوماتنا الطبية للوصول إلى استنتاجات، بينما لايزال التحقيق الدولي مستمرا".
بي بي سي