شن الكاتب قادة بن عمار في صحيفة (الشروق) الجزائرية هجوما عنيفا على رئيس المعارضة السورية وعلى السعودية ودورها الداعم لشن هجمات على سوريا.
وهذا نص التقرير
الرياض تقايض تمويل الانقلاب في مصر بدعم التدخل العسكري ضد دمشق!
من يشاهد المناضل بالصدفة، أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض وهو يتحدث متحسرا أمام الجامعة العربية عن خيبة أمله من تأخر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في توجيه ضربة لبلاده، سيشعر بالندم ألف مرة على أنه وثق في يوم من الأيام أن تلك النخبة المسمّاة معارضة في الخارج، يمكنها الصعود على جثث الشهداء وضحايا الثورة من أجل تسلّم السلطة ما بعد الأسد!
الجربا الذي يتلقى أوامره مباشرة من مدير الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، تماما مثلما كان سلفه معاذ الخطيب يأتمر بأوامر وزير الخارجية القطري "خالد الذكر" حمد بن جاسم، قال في تصريحات إعلامية هذا الأسبوع، أنه لا يريد الارتماء في أحضان أحد، بل هو قد اشتاق لعطر الشام وياسمينه العتيق، فلا يجد مانعا في العودة إلى بلاده على أنقاض ما ستخلفه الضربة العسكرية والتي لن تبقي لا ياسمين ولا شام ولا هم يحزنون، علما أن البلد أصلا تم تخريبه من طرف جيش بشار وشبيحته، ومعهما الجيش الحر وجبهة النصرة وقاعدة الشام والعراق، كما مات في هذه الحرب الأهلية اللعينة حتى الآن أزيد من 110 آلف انسان..
صدق وزير الخارجية السوري وليد المعلم حين نهر صحفيا كان جالسا أمامه قبل أيام، فقال له: أربأ بك أن تسألني عن الجامعة العربية، وما الذي يمكن أن تفعله في المستقبل، فقد عاهدت نفسي في كل الندوات الصحفية التي أعقدها، على تلقي أسئلة مهمة ومربحة للوقت بدلا من تضييعه في الحديث عن الموتى!
الجامعة العربية التي تحوّلت إلى منبر رخيص للتحريض على قتل السوريين، لم يجد وزير الخارجية السعودي داخلها، من حرج ولا حياء بدعوته إلى ضربة عسكرية سريعة، علما أنه في الوقت الذي كان فيه سعود الفيصل يقايض المصريين على موقفهم لدعم التدخل العسكري مقابل تمويل الانقلاب الذي نفذه الجنرال السيسي، كان وزير خارجية أمريكا جون كيري يفضح السعودية والإمارات بالقول أنهما من أوائل الدول التي عرضت تحويل أراضيهما إلى منصة لإطلاق الصواريخ على دمشق!
الواقع أنه من يشاهد الأداء السخيف الذي تقدمه الجامعة العربية، سيتذكر بلا شك الفيلم المصري القديم "المجانين في نعيم" للراحل اسماعيل ياسين، ويتساءل: أيّ حفنة من المرتزقة ضمتهم هذه الجامعة بين جدرانها؟ وما الذي يبقي رجلا محترما مثل الجزائري أحمد بن حلي في منصب الأمين العام المساعد حتى الآن؟ خصوصا أن القائمين على هذا الهيكل الميت، مثل ما وصفه وزير خارجية سوريا، حين بحثوا عن خليفة لعمرو موسى، أداروا وجوههم جميعا عن الجزائري بن حلي رغم أنه كان المرشح الأقوى، واختاروا مصريا كالعادة، وهو نبيل العربي الذي ربما يمهد الطريق في المستقبل لنبيل فهمي، وزير خارجية الانقلاب حاليا في مصر!
تضغط الرياض على القاهرة من أجل تغيير موقفها حول مساندة الضربة العسكرية ضد سوريا، وقد تنجح تلك الضغوط لو تطور الأمر إلى ما وصفه بشار الأسد في حواره الصحفي الأخير بالحرب الإقليمية التي ستشتعل إذا ما تم توجيه ضربة لبلاده، مستعملا التعبير ذاته الذي استخدمه العرّاب الإيراني حين قال أن المنطقة برميل بارود محاط بالنيران حاليا، لكن القاهرة الباحثة عن ستر عورات الانقلاب، سيكون عليها إذا ما جارت السعودية في مطلبها الانتحاري، دفع الثمن مرتين.. ثمن الانقلاب على الشرعية، وأيضا دعم التدخل العسكري في سوريا!