استدعي مقاتلو حزب الله اللبناني الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى مواقعهم في الايام الماضية، كجزء من حال استنفار اعلنها الحزب تحسبا لضربة عسكرية محتملة ضد سوريا، بحسب ما افاد سكان وصحيفة لبنانية الاثنين.
وقال سكان في مدينة صور (جنوب) والقرى المحيطة بها، وحيث يتمتع الحزب بنفوذ واسع، لوكالة فرانس برس عن حال من الترقب والاستنفار في صفوف عناصر الحزب الذين يمتنع أي منهم عن التحدث بالأمر علنا.
واشار السكان الى غالبية الشبان الذين كانوا يعرفون بكونهم من مقاتلي الحزب، غابوا عن الانظار خلال الايام الخمسة الماضية، الا ان ذلك لم ينعكس على الاجراءات الامنية التي يتخذها الحزب بالقرب من مراكزه، أو الحواجز التي يقيمها على اثر تفجيرين استهدفا معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الشهرين الماضيين.
وفي منطقة البقاع (شرق) التي تعد معقلا للحزب، يلاحظ السكان وجود جو مماثل من الاستنفار، حيث يسجل غياب مقاتلي الحزب لا سيما منهم المنتمون الى الوحدات الصاروخية، علما ان هؤلاء اقفلوا هواتفهم الخليوية لئلا يكون في الامكان تحديد مواقعهم.
وفي الضاحية الجنوبية، المعقل الاساسي للحزب، حل فتية في الـ15 من العمر بدلا من المقاتلين الاكبر سنا على الحواجز التي تقوم بتفتيش السيارات الداخلة الى المنطقة، في اجراءات عمد الحزب الى اتخاذها منذ التفجيرين اللذين وقعا في التاسع من تموز/ يوليو و15 آب/ اغسطس.
ورفض الحزب ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، التعليق على اي من هذه المعلومات.
واوردت صحيفة (الاخبار) اللبنانية المقربة من الحزب ودمشق في عددها الصادر الاثنين، ان “الجيش السوري نشط الفرق التي لا تشارك في المواجهات القائمة (ضد مقاتلي المعارضة) على الارض. واقام وحزب الله غرفة عمليات ميدانية تمثلت في وضع القوة الصاروخية على اختلافها في حالة جهوزية غير مسبوقة، وترافق ذلك مع دعوة المقاومة الاسلامية (في اشارة الى حزب الله) جميع كوادرها وعناصرها الى الالتحاق بمواقعهم، وكان الابرز في كل ما جرى، تفعيل القوة الصاروخية في كل المنطقة”.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد السبت انه اتخذ قرارا بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/ اغسطس، وتقول واشنطن انها تملك ادلة حول قيام النظام بشنه. الا ان أوباما اكد في الوقت نفسه انه سيطلب موافقة الكونغرس على هذه الضربة المحتملة قبل الاقدام عليها.
وبحسب استاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة، فإن حزب الله يضم نحو 30 ألف مقاتل، بينهم عشرة آلاف من المدربين بشكل مكثف.
ويقول مؤلف كتاب (دولة حزب الله) ان ما بين 800 و1200 من هؤلاء شاركوا الى جانب القوات السورية في معارك منطقة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، والتي استعادها النظام مطلع حزيران/ يونيو الماضي.