أطلق النظام السوري خطته الإعلامية في مواجهة الضربات الأمريكية المتوقعة، إذ بدأت القنوات الفضائية والإذاعية السورية بتجنيد كل قدراتها في المساهمة في رصد وتحليل ونقل ما يحيط بالوطن من خطر التهديد الأمريكي والغربي بتوجيه ضربة عسكرية، وتوحد البث الفضائي لكل من قنوات (الفضائية السورية، سورية دراما، القناة الأولى، بالإضافة لفضائية تلاقي".
فيما حولت الإذاعات السورية دورتها البرامجية لبث الأغاني الوطنية والندوات السياسية ودعا مصدر إعلامي سوري إلى عدم تداول أي أخبار إلا ما يبث عبر الشاشات والإذاعات السورية حصرا تجنبا للشائعات.
وقالت مصادر إعلامية من العاصمة دمشق إن الهيكلية الجديدة لإعلام النظام باتت تأتمر بتوجهات الإدارة السياسية والتي تتبع لقيادة أركان الجيش.
وسلطت الصحف والأقنية برامجها لمزيد من التجييش في الشارع السوري والتقاط أي رفض للضربة حتى في أدغال افريقيا وروجت مزيدا من النكت والاستهزاء في محيط الإعلام الرسمي والقريب منه عبر الجيش الإلكتروني ببث مزيدا من السخرية بوجه الضربة. فيما غابت أية معلومات عن نزوح تشهده بعض أحياء العاصمة وصولا إلى "جديدة يابوس" على الحدود اللبنانية.
وتلقى مشتركو شبكات الاتصالات رسائل مجانية تسخر من الضربة بعنوان "خبرني يا كيري قبل غيري" عن موعد الضربة العسكرية لسورية مقابل 25 ليرة، كما تم تحديد موعد الضربة الأميركية لسوريا الساعة الخامسة للرجال والسادسة للنساء، والدعوة عامة، أوعووو ما تجو… وغيرها من البوستات وأحاديث الاستهزاء بالنوايا العسكرية للضربة.
وتتزاحم مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة أية نكته تسخر من الضربة ومن أوباما كما هو الحال بهذه المشاركة التي انتشرت نقلا عما تدعيه بحوار بين دمشقيين ويقول الحاج أبو محمد وهو يطلب من البائع أن يوزن له كيساً من الفليفلة الحمراء..أوباما (ضرّاط) وهو مصطلح شامي بحت يقصد به الرجل الذي يقول ولا يفعل.
أوباما يصرح على صفحته الشخصية على تويتر: "إلى جميع السوريين منشان الله خافو شوي ولو كرمال هيبتي قدام العالم".
لا تحذيرات من الضربة المتوقعة والتي تشغل سياسة العالم سوى بمزيد من دفع الشارع السوري بالموت القادم فرحا كما دفعته ماكينة النظام الإعلامية للموت فرحا بقتل أشقائه خلال السنوات الماضية من الثورة السورية.
وتلفت أوساط إعلامية ومنظمات دولية إلى أن الإعلام السوري بات جزءا من يوميات القتل بطريقة تشجيعه وممارساته ولغته وصوره ويذهب البعض إلى أن هذا الإعلام بات منذ اليوم الأول للثورة السورية جزءا من آليات النظام.
محمد العويد – زمان الوصل