ذكرت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية، الأحد، أن التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا يعتبر غير أخلاقى وغير قانونى وخيانة وأن المستفيد الأول من قصف سوريا هو تنظيم القاعدة العدو اللدود لأمريكا، وربما يؤدى ذلك إلى حرب عالمية جديدة تندلع من الشرق الأوسط وتمتد على نطاق واسع.
وأشارت الصحيفة ـ فى تقرير أورته على موقعها الإلكترونى – أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما مهدد بمغادرة فترة رئاسته فى حالة يرثى لها.. مضيفةً أن أوباما "يُعلى غروره فوق المصلحة الوطنية للبلاد ويعرضها للخطر بعد إصراره على قصف سوريا فهو بذلك يلعب بالنار".
وذكرت الصحيفة أن الرئيس أوباما قد حذر فى خطابا سابق له فى أغسطس 2012 من نشوب حرب أهلية دامية فى سوريا، واصفاً أياها بـ"خط أحمر" وتعهد أنه فى حالة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيميائية ضد المدنين سوف يدفع الولايات المتحدة إلى استخدام القوة.. وبالفعل ظهرت الإدعاءات باستخدام الرئيس السورى بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المقاومة السورية خارج دمشق، مما أدى إلى مقتل مئات المدنين من بينهم نساء وأطفال وبهذا يكون الأسد قد تجاوز "الخط الأحمر" الذى وضعه أوباما.. وصدقت على ذلك أمريكا وفرنسا وبريطانيا.
وأوضحت أن الأدلة المذكورة بشأن استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية فى الأراضى التى تسيطر عليها المقاومة السورية فهى أدلة ضعيفة، هذا بالإضافة لأن فريق التفتيش لم يستطيع تأكيد استخدام الأسد لهذه الأسلحة.. كما ذكر مسئولون فى الاستخبارات الأمريكية أن العلاقة بين الأسلحة الكيميائية المستخدمة وبين نظام الأسد ضعيفة.. وذلك لأن الأسد ليس لديه دافع منطقى لاستخدام أسلحة الدمار الشامل.
وتابعت الصحيفة فى تقريرها أن الدعاية التى تقوم بها الإدارة الأمريكية لخوض الحرب على سوريا تشبه ما حدث فى العراق وأن التكاليف التى يمكن أن تبذل فى هذه الحرب قد تكون كارثية أو ربما أسوأ من ذلك.
وأشارت وورلد تربيون أن قوات المعارضة لن تستطيع أن تحقق الانتصار أمامه وهم يعرفون ذلك.. ولذلك فإن الأسد ليس فى حاجة إلى استخدام الأسلحة الكيمائية.. بينما المعارضة السورية على استعداد لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد شعبهم لكسب التعاطف الدولى.
وذكرت أن المقاومة السورية استولت على بعض أسلحة الدمار الشامل بينما وقعت بعض الأسلحة فى أيدى حزب الله وآخرين من حلفاء الأسد .. وبالتالى لا يوجد أى دليل قاطع أن الأسد أمر مباشرة بالمجزرة التى حدثت خارج دمشق.
وأضافت أن المعارضة الإسلامية لن تستطيع الانتصار إلا لو استطاعت حشد التدخل العسكرى الخارجى كما حدث فى ليبيا، وأنهم يعرفون أن صور الأطفال الذين قتلوا نتيجة استنشاق الغاز الكيميائى سوف تثير ضمائر الحكومات الغربية من بداية الحرب الأهلية فى سوريا، وفقا للصحيفة.
وأفادت الصحيفة أن المعارضين السورين ليسو" ثوار أحرار " فهم بمثابة النسخة العربية من المستعمرين الأمريكيين بل يتم ملئ صفوفهم والقيادة مع الجهاديين الإسلامية كثيرا منهم على صلة بتنظيم القاعدة، وهدفهم هو إقامه "الدولة السنية فى البلاد وأسلمة سوريا"، وتسعى للقضاء على الأقلية العلوية الشيعية المسيحيين فى البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية بأفعالها تسعى إلى تحويل القوة الجوية الأمريكية إلى سلاح جوى تابع لتنظيم القاعدة وأن الحكومة الأمريكية تقدم المساعدة لمجموعات إرهابية كانت مسئولة عن أحداث 11 سبتمبر 2001 التى راح ضحيتها 3 آلاف أمريكى، وأن حملة أوباما لضرب سوريا يعتبر مساعدة لتنظيم القاعدة فى الاستيلاء على سوريا وبالتالى ربما تحوله إلى ملاذاً آمنا للجهاديين، وهذه خيانة للبلاد.
ويعتبر النظام فى إيران وروسيا والصين مع حزب الله اللبنانى هم ظهر الأسد والسعودية وتركيا تقف إلى جانب الثوار الإسلاميين السنة. وأن التدخل الأمريكى، مهما كان محدودا وعقابيا، فإنه قد يورط أمريكا فى بؤرة الصراع الإقليمى، الأمر الذى قد يؤدى إلى حرب عالمية جديدة.
وتهدد إيران بشن غارات صاروخية على إسرائيل فى أعقاب أى هجوم أمريكية على سوريا. روسيا ترسل سفنا حربية إلى المنطقة، حزب الله يهدد بالانتقام من المنشآت العسكرية الأمريكية والسفارات فى المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن أوباما يريد أن يشرع فى قصف سوريا دون موافقة الكونجرس الأمريكى وهذا يخالف بشكل صارخ الدستور والفصل بين السلطات .. وان الكونجرس هو فقط الذى يمكن أن يجيز استخدام القوة العسكرية، هذا هو السبب فى أن أكثر من 100 نواب يطالبون بأن يتم اتخاذ أى إجراء عسكرى من دون دعم الكونجرس قبل.