تتوالى المزيد من المؤشرات التي تدلل على أن إسرائيل تواصل العمل من أجل تكريس مكانة دولية للانقلاب الذي قاده وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي والذي أدى إلى عزل الرئيس محمد مرسي.
فقد كشف معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان أن إسرائيل حذرت الولايات المتحدة ودولا أوروبية من أي تنديد بعمليات القمع التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضد جماعة الإخوان المسلمين، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعزز معنويات تلك الجماعة.
وفي مقال نشره على موقع بوست الإخباري، قال ميلمان إن الحكومة الإسرائيلية لفتت نظر الحكومات الغربية إلى أن أي تنديد غربي بإجراءات العسكر القمعية يمكن أن تؤدي فقط إلى إضفاء مزيد من التطرف على مواقف جماعة الإخوان المسلمين، وتضعف موقف قيادة العسكر.
وأكد ميلمان أن إسرائيل توظف علاقاتها الدولية ومصادر تأثيرها المختلفة للحيلولة دون قيام الغرب -وتحديدا الولايات المتحدة- بالتنديد باستخدام الجيش المصري القوة المفرطة ضد جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن إسرائيل نجحت حتى الآن في منع الغرب من اعتبار ما قام به السيسي ضد متظاهري الإخوان المسلمين بـ "المذبحة".
خشية إسرائيل
وأوضح معلق الشؤون الاستخبارية أن إسرائيل الرسمية تخشى أن يؤدي سقوط حكم العسكر أو حتى نشوب حرب أهلية في مصر إلى المس باتفاقية السلام مع مصر، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية منحت إسرائيل هدوءا على مدى عقود من الزمن.
وفي سياق مختلف، واصلت النخبة الإسرائيلية توجيه الاتهامات للرئيس الأميركي باراك أوباما، معتبرة أن سياساته في المنطقة أدت إلى تجذر حالة عدم الاستقرار.
وهاجم مفكر إسرائيلي أوباما لمسؤوليته عن إسقاط نظام حسني مبارك، وهي الخطوة التي شكلت – ما سماه- نقطة تحول نحو حالة عدم الاستقرار.
وأضاف إيزي ليبل في مقال نشر على النسخة الإنجليزية لصحيفة إسرائيل اليوم "صحيح أن مبارك كان دكتاتورا بغيضا" إلا أنه كان في الوقت ذاته معتدلا من ناحية نظرته للغرب، وكان خاضعا للولايات المتحدة، علاوة على أنه كان مقاتلا شرسا للإرهاب الإسلامي".
واعتبر أن أوباما أقدم على خطأ كبير عندما سمح بدعوة ممثلين عن جماعة الإخوان لحضور الخطاب الذي ألقاه بجامعة القاهرة عام 2009، وهو ما اضطر مبارك في حينه إلى مقاطعة الخطاب.
"الجماعة الإرهابية"
وأشار ليبل إلى أن أوباما واصل ارتكاب الأخطاء بموافقته على إجراء حوار مع جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفها بـ "الجماعة الإرهابية".
وأشاد بموقف قادة إسرائيل الذين "اختلفوا" عن أوباما في تعاطيهم مع الانقلاب العسكري، مشيرا إلى أن إسرائيل ارتاحت للتخلص من حكم حركة الإخوان المسلمين التي كانت متحالفة مع حركة حماس. واعتبر ليبل أن السماح بنجاح حكم الإخوان يمثل بحد ذاته "سيناريو كارثيا".
من ناحيته قال الكاتب الإسرائيلي بن دورن يميني إن الغرب يتوجب عليه تأييد انقلاب السيسي من دون تردد لأنه "يكافح سرطان الإسلام المتطرف".
وفي مقال نشره على موقع صحيفة معاريف، أضاف يميني "أحيانا لا يكون مفر من الاختيار بين شر كبير وشر أكبر، النظام المؤقت في مصر شر كبير، ولكنه البديل الوحيد للشر الأكبر" محذرا من أن فشل انقلاب السيسي يعني "تخليد سيطرة الإسلام المتطرف في الدولة العربية الأهم".
ودعا يميني الغرب للوقوف دون تحفظ إلى جانب العلمانيين في مصر، قائلا "لقد كانت للعالم الحر فرصة للوقوف بشكل لا لبس فيه إلى جانب المعسكر العلماني، ليس لأنه الافضل، بل لأنه أفضل ما هو موجود".
المصدر:الجزيرة