قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن التحول الذي شهدته تظاهرات "جمعة الحسم" من خفوت المطالب بعودة الرئيس محمد مرسي لمنصبه، والتركيز في الهتافات والشعارات على التحركات الاستبدادية الظالمة للحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش بحيث أصبحت أكثر تمثيلا لهموم الشعب، ساهمت بشكل كبير في تزايد أعداد المتظاهرين الذين شاركوا بكثافة أمس.
وأضافت الصحيفة إن الاحتجاجات المستمرة ضد استيلاء الجيش على السلطة شهدت أمس علامة تحول هامة حيث أصبحت ضد التكتيكات الاستبدادية للحكومة الجديدة بدلا من التركيز على المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وتابعت أن أي توسع في قاعدة الاحتجاجات يشكل انتكاسة كبيرة للحكومة الجديدة، التي تمتعت حتى الآن بتأييد كبير لحملتها على أنصار الرئيس محمد مرسي والإسلاميين، وتصفهم بأنهم "متطرفون".
وأوضحت إن عشرات الآلاف تجمعوا في شوارع القاهرة في أمس في الجمعة التاسع على التوالي من الاحتجاجات ضد استيلاء الجيش على السلطة، إلا أن قلت أعداد صور الرئيس مرسي مقابل تزايد الشعارات ضد تصرفات الحكومة الاستبدادية، وبخاصة شعارات رابعة العدوية التي قتلت خلال فضها قوات الأمن فضها الآلاف من أنصار مرسي يوم 14 أغسطس.
ونقلت الصحيفة عن بعض المشاركين في تظاهرات الأمس تغير حاد في نبرتهم، حيث قالوا صراحة أنهم لم يتوقعوا عودة الرئيس مرسي لمنصبه، إلا أنهم أجمعوا على أنه لا يريدون عودة حكم العسكر مرة أخرى.
وقال إبراهيم صلاح: بالنسبة لي الهدف الأول هو إزالة السيسي.. ثم إزالة نظام مبارك الذي لم يترك السلطة".
والتقط عبد الله صلاح طرف الحديث قائلا :"إن المظاهرات بدأت تحصل على تمثيل أكثر للشعب وليس فقط الإسلاميين .. لأن الناس بدوا يروا أن هذا كان انقلابا دمويا"، مشيرا إلى أنه قد صوت ضد الإسلاميين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مايو 2012، وشرع في الانضمام لاحتجاجاتهم بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وقال أحد الشباب:" أنا لست على استعداد لكي اقتل من أجل مرسي .. ولكنه الآن أصبحت مسألة الديمقراطية – وليس الشخص".
ولم يتضح ما إذا كان التحول يمثل تغيرا في إستراتيجية جماعة الإخوان تهدف إلى توسيع نطاق شعبيتها.