رأى محللو موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي أن تفادي واشنطن تنفيذ هجوم جوي وزحزحة عمليتها العسكرية المتوقعة ضد سوريا والاكتفاء بإطلاق صواريخ كروز بحرا من طراز "توماهوك" (وربما تقتصر على 15 عملية إطلاق)، يعني هذا تخلى الرئيس الأمريكي عن "اختراق وتدمير" قدرات جيش الأسد، التزاما بالخطة الأصلية وليس توسيع نطاقها في اللحظة الأخيرة .
ويشير تقرير "ديبكا" إلى أن ثمة صواريخ كروز توماهوك يصل مداها إلى 2500 كيلومتر ويزن الواحد منها 450 كيلوغراما، ويمكن أن تطلق من المدمرات الأمريكية الخمسة والأربع غواصات نووية في شرق البحر المتوسط.
ويرى التقرير أنه مهما كانت صواريخ "توماهوك" قوية، فإن الاستخدام الحصري لهذا النوع من الصواريخ، يعني أن واشنطن ضحت ابتداء بالأهداف العسكرية التالية:
1. سوف تظل مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا سليمة. وصواريخ "توماهوك" يمكن أن تلحق الضرر بالهياكل السطحية في القواعد التي تخزنها، ولكن لا تتمكن من اختراق مواقع التخزين تحت الأرض.
2. لا يمكن لصواريخ "توماهوك" وحدها شلَ سلاح الجو السوري أو إغلاق قواعده. ويمكن أن تلحق الضرر بالمدارج، ولكن سيستغرق إصلاحها ساعات أو أيام فقط.
وتقول مصادر "ديبكا" العسكرية إن القوات الجوية السورية لا تزال تعمل بست قواعد جوية من أصل ما مجموعه ثلاثين. ومن شأن هجوم صاروخي ثقيل وكبير (لا كما هو مخطط له الآن) أن يدمرهم كلهم، وسيعطي الثوار دفعا كبيرا ويفتح الطريق لوضع خطة لفرض مناطق حظر الطيران فوق المجال الجوي السوري، لكن الرئيس أوباما، كما أورد التقرير، اختار بوضوح تجاهل مثل هذا الخيار.
وأشار التقرير إلى أن تأخير العمل العسكري ضد سوريا، أعطى الوقت لنظام الأسد لإبعاد معظم قواته الجوية المدمرة وطائرات هليكوبتر الهجومية في حظائر المحصنة في وقت مبكر من هذا الأسبوع في مأمن من الهجوم.
3. وبالمثل، تم إخفاء الصواريخ السورية في المخابئ تحت الأرض، وهي تشمل سكود وصواريخ C D قادرة على حمل رؤوس حربية كيماوية، وفقا لما أورده تقرير موقع "ديبكا".
4. كما إن القيادة المركزية الميدانية السورية الكبيرة أيضا ستتمكن من الهروب سالمة، رغم أن مصادر "ديبكا" العسكرية أشارت إلى أن العديد منهم مدرجون على لائحة الأهداف التي وضعها البنتاغون وقادة الجيش الأمريكي.
وكان من بينهم مراكز القيادة والسيطرة للفرقة الرابعة من الجيش السوري وفرقة الحرس الجمهوري، التي تحمي بشار الأسد.
وضرب هذه الأهداف قد يُطيح بنظام القيادة العسكرية السورية ويؤدي إلى اختلال خطير في قدراتها الميدانية.
وكشف تقرير "ديبكا" أنه تم تسليم القائمة الثانية من 35 هدف إستراتيجي إلى الرئيس أوباما من قبل القائد العسكري الجنرال سالم إدريس، وقد اعتبر تدميرها أمرا مهما لا غنى عنه. ومع ذلك، لم تتم الموافقة على أي هدف في اللائحة قبل الرئيس أوباما ووزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، مما يعكس، وفقا للتقرير، عدم الثقة بين الإدارة الأمريكية والقيادة العسكرية للثورة السورية.