ان العدوان المحتمل على سوريا الذي ستشنه الولايات المتحدة، ان فعلت، لن يمر “مرور الكرام”، بل ان المتوجع الاول منه هو الكيان الغاصب، هذا ما أكدته سلسلة مواقف لقادة ايرانيين عسكريين، الذين شددوا على أن الصهاينة سيواجهون هجمات انتقامية اذا تعرضت سوريا لعدوان، وشددوا على ان أدنى عدوان أميركي على سوريا سيؤدي الى ردود فعل هائلة، وخلصوا الى ان “ردة الفعل على العدوان على سورية لن يبقى ضمن الحدود السورية والحرب يمكن أن تنتقل إلى كيان الإحتلال”.
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في ايران، أكد أن اللواء محمد علي جعفري، ان “تصور اميركا بقدرتها على تحجيم تدخلها العسكري في سوريا ما هو الا وهم بحت، فستتجاوز ردود الفعل حدود سوريا”. وعلى هامش اجتماع المجلس الاعلى للامن القومي، أشار جعفري الى التهديدات الاميركية الاخيرة بشن عدوان على سوريا، وقال “ان بروز بوادر فشل قادة البيت الابيض في تشكيل التحالف لإثارة حرب جديدة في المنطقة، دفع الاميركيين الى اتخاذ قرار بشن هجوم محدود على سوريا”. وأضاف “في ذات الوقت، فإن الذين يشاركون مع اميركا في هذا التدخل، ستطالهم أزمات مبكرة في أمنهم القومي”. ووصف اللواء جعفري الحرب وانعدام الامن بأنهما ظاهرتان غير قابلتين للسيطرة، مؤكدا “ان الحرب في جوار الكيان الصهيوني تشدد من قابلية انتقال الازمة الى داخل الكيان”. وحذّر عضو المجلس الاعلى للامن القومي مثيري الحروب بأن عليهم التفكير بتبعات اجتياحاتهم السابقة للدول الاسلامية في المنطقة وأخذ العبر من تجربتي العراق وافغانستان، وقال “مثلما أدّى تدخل اميركا في العالم الاسلامي الى يومنا هذا، الى تنامي ظاهرة التطرف والعنف والارهاب، فإن العدوان على سوريا ايضاً سيشدد من تنامي التطرف، ومثلما حصل في افغانستان والعراق، لن يؤدي الاّ الى المعاناة والمحن والتشرد وقتل الابرياء”.
بدوره، رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروزآبادي، أوضح أن أمريكا تحارب حالياً في سوريا لمصلحة تنظيم “القاعدة” الارهابي، وشدد على أن الصهاينة سيواجهون هجمات انتقامية في حال حصل عدوانا على سوريا كونهم المحرضين الرئيسيين للعدوان. وأشار فيروزآبادي الى التطورات الجارية في الازمة السورية والمواقف المتذبذبة لحلفاء امريكا في العدوان العسكري المحتمل على سوريا، موضحاً ان “هذا العدوان المحتمل من شأنه ان يتسبب بمشاكل كبيرة لباقي القوى المتحالفة مع اميركا”، ولافتاً الى ان الامريكيين الذين غزوا دول المنطقة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر بكذبة كبرى “محاربة القاعدة”، يحاربون حالياً في سوريا لمصلحة القاعدة. وذكر اللواء فيروزآبادي بأن الامريكيين دربوا وسلحوا القاعدة في السابق، وفي الوقت الحاضر يريدون من خلال التعويض عن اخفاقاتهم وتشكيل جبهة معادية اضعاف سوريا، مؤكداً ان الصهاينة باعتبارهم المحرك الرئيسي لهذه العمليات سيواجهون هجمات انتقامية.
وتابع رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة القول “ان دول المنطقة التي تدعم هذه الحرب الظالمة ستتكبد خسائر فادحة، كما أنه في حال حصل العدوان الامريكي على سوريا، فإن روسيا ستخسر جبهة الدفاع عن القوقاز، وبالتالي يجب ان تدافع عن نفسها قرب موسكو”.
بدوره، أكد رئيس منظمة تعبئة المستضعفين، العميد محمد رضا نقدي، ان ادنى عدوان قد تشنه اميركا على سوريا، سيؤدي الى ردود فعل هائلة، مضيفاً ان العدوان على سوريا سيمهد لتحرير فلسطين.
وعلى هامش الملتقى الوطني الاول لشهداء الاغتيالات الـ17 ألفاً، لفت العميد محمد رضا نقدي الى اثارة اميركا للحروب وقيامها بالاحتلال والعدوان والقتل ونهب ثروات شعوب مختلف الدول تحت شتى الذرائع الواهية، وقال “يزمع الاعداء اليوم توجيه ضربة الى المقاومة في سوريا تحت ذريعة السلاح الكيمياوي الواهية، الا ان الهدف الرئيس لأميركا هو الهيمنة على العالم”، وتساءل “اذا كانت اميركا تشعر بالمسوؤلية تجاه السلاح الكيمياوي في سوريا، فلماذا لم تشعر بالمسؤولية تجاه قصف النظام البعثي مدينتي سردشت وحلبجة بالكيمياوي؟”، وأضاف متسائلاً “اذا اجتاح الامريكيون العراق تحت ذريعة الاسلحة النووية الواهية، فلماذا لا تقم بأي رد فعل تجاه 200 رأس نووي لدى “اسرائيل”؟”، لافتاً الى ان هذا ما يشير الى ان هدفهم (الاميركيون) ليس مكافحة “الارهاب”، وانما هدفهم التسلط والهيمنة والغطرسة ونهب ثروات الشعوب والدفاع عن الكيان الصهيوني.
ورأى رئيس منظمة تعبئة المستضعفين ان “السبيل لحل جميع مشكلات المنطقة يتمثل في ازالة الكيان الصيهوني”، مصرحاً “ان على الشعب الاميركي ان يستيقظ وليعلم ان ثرواته وسمعة بلاده أصبحت كبش الفداء لأمن الكيان الصهيوني المجرم”، مشدداً على ان أي اجراء اميركي ضد سوريا سينتهي بضرر اميركا نفسها، وسيؤدي الى ردود فعل هائلة من قبل الشعوب الحرة، وسيسارع من وتيرة افول قوة اميركا ونفوذها في العالم.
وأكد العميد نقدي ان “الهجوم على سوريا سيمهد لتحرير فلسطين، لأن الشعب الايراني وشعوب المنطقة والتي لا تبادر بالمواجهة بسبب بعض الملاحظات الدولية، سيدفعها هذا العدوان اللاقانوني الى تجاهل هذه الملاحظات، لتبدي ردود فعل اكبر في مواجهة اميركا”.