دعا خطباء عراقيون سنة في صلوات الجمعة افراد الجيش الى عصيان اوامر قياداتهم في استهداف ابناء المكون السني وقتلهم وتهجيرهم واعتقالهم واتهموا الحكومة باطلاق يد المليشيات المسلحة في استهدافهم .
وشهدت المحافظات العراقية الست المحتجة في غرب وشمال البلاد اليوم الجمعة اعتصامات وصلوات جمعة تحت شعار "زيف حملتك حقيقة فشلك" في اشارة الى الحملة العسكرية التي اعلنها القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي في مناطق محيط بغداد مطلع الشهر الحالي واطلق عليها اسم "ثأر الشهداء". فقد ندد خطباء ساحات الحراك الشعبي في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين وسامراء والموصل وكركوك واجزاء من بغداد بتجاوزات القوات المنفذة لعمليات "ثأر الشهداء" في مناطق حزام بغداد واتهموا السلطات باستهداف المواطنين السنة والسعي لاخلاء هذه المناطق منهم.
وفي مدينة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) اتهم خطيب جمعة الاعتصام سمير فؤاد السامرائي الحكومة وقواتها الامنية بممارسات ارهابية في مناطق محيط بغداد وقال انها تستهدف ابناء السنة فيها بالقتل والتهجير والاعتقال. ودعا افراد الجيش الى عدم المشاركة في هذه العمليات ورفض اوامر قياداتهم في استهداف المواطنين في هذه المناطق والمشاركة في سفك دمائهم واعتقالهم . واكد ان هذه العمليات تحمل اهدافا طائفية بحتة تحت غطاء محاربة الارهاب.
وحذر الحكومة ورئيسها نوري المالكي قائلا "ان حكمكم زائل وستتهدم عروشكم الظالمة" واشار الى ان الحكومة تطلق يد المليشيات الطائفية المسلحة لتجول في بغداد ومدن العراق الاخرى لتقتل وتهجر وتفخخ السيارات من دون حسيب او رقيب. وشدد الخطيب في خطبته التي تابعتها "ايلاف" عبر قناة المدينة الفضائية على ان المحتجين في المحافظات الست مستمرين في حراكهم حتى تحقيق مطاليبهم مشيرا الى ان الحكومة غارقة في دماء الابرياء وفي الفساد وتخبط السياسات الامنية والخدمية والاقتصادية.
وفي مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) قال خطيب الجمعة الشيخ سفر ان زيف الحملة الامنية واعتقال الابرياء لاسباب طائفية هي سبب فشل الحكومة في عملها بتوفير الامن للمواطن برغم اجراءات الامنية القمعية وانتهاك حقوق الانسان في البلد. واشار الى ان الحكومة تتغاضى عن المليشيات في تفجيرها المفخخات وقتلها للشعب وفي الوقت ذاته تنكل بسكان حزام بغداد من اعتقالات وتعذيب لاسباب طائفية .
وفي مدينة الفلوجة ستنكر خطيب جمعة الفلوجة الشيخ مصطفى الحديثي اجراءات الحكومة المتمثلة بحملات الاعتقال والحصار التي تنفذها في مناطق حزام بغداد والمحافظات. وقال في خطبة صلاة الجمعة الموحدة التي بثت مقاطع منها الوكالة الوطنية العراقية ان المالكي "يشن حملة اعتقالات لا سابقة لها ضد اهل السُنة والجماعة متوهما بأنه سوف يحقق الأمن لنفسه ولحاشيته بينما هو يمارس عدوان الحاكم الظالم ". واضاف ان ما يطلق عليها اسم حملة ثأر الشهداء جاءت باطار طائفي وظلم لم يشهده العراق سابقا ، بدأت بدعم الميليشيات الطائفية المدعومة من ايران لكنها زادت من اعمال العنف والتفجيرات . وخاطب الشيخ الحديثي المالكي محذرا "انك تحاول اقصاء مكون كبير بجبروت سلطتك لكنك واهم فأنت تواجه امة سوف تتحطم كل قواك امامها". واتهم الجيش بالولاء التام للحكومة بدلا من الولاء للوطن والشعب.
وفي محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) اكد خطباء الجمعة في عدد من المساجد في ست وحدات ادارية في ديالى ان المشكلة السياسية في البلاد افرزت انطباعات سيئة على الشارع العراقي وان حلها يكون عبر التصالح والتسامح وان يكون العراق للجميع داعين الى التركيز على الوحدة الوطنية ونبذ الافكار الطائفية المريضة من اجل تحقيق الوئام والتكاتف بين مكونات الشعب الواحد. واعلنوا تأييدهم لمطالب الجماهير المشروعة بالغاء الراوتب التقاعدية لكبار المسؤولين مؤدين انها مطالب دستورية وقانونية وان منح الرواتب التقاعدية للبرلمانيين مخالفة لاحكام الدستور وتمثل هدرا للمال العام.
يذكر ان حملة "ثأر الشهداء" تتعرض الى انتقادات سياسية وشعبية اتهمت السلطات بان الهدف منها هو تهجير ابناء السنة من مناطق حزام بغداد بعد تعريضهم للقتل والاعتقال وسرقة منازلهم ومواشيهم.
وقد اقر المالكي الاسبوع الماضي بتجاوزات قوات الامن على المواطنين الذين قدم لهم اعتذارا عن ذلك للتخفيف من غضبهم حيث تواصل هذه القوات عمليات تمشيط مسلحة في محيط بغداد اطلقت عليها "ثأر الشهداء".
وتشهد محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.