قال مسؤولون أمريكيون في الأمن القومي يوم الخميس إن الولايات المتحدة وحلفائها لا يملكون دليلا دامغا على أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر شخصيا أوامر لقواته باستخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة في دمشق.
وقال المسؤولون إنه وفقا لتقديرات سرية للمخابرات ولتقرير لم يكشف عنه بعد يلخص معلومات المخابرات الأمريكية تجاه الهجوم المزعوم يوم 21 أغسطس اب فإن وكالات أمريكية على ثقة كبيرة بأن قوات الحكومة السورية شنت الهجوم ومن ثم فان قوات الأسد تتحمل المسؤولية.
لكن مسؤولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم قالوا إن الدليل لا يثبت أن الأسد أمر شخصيا باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال المسؤولون إن الدليل على مسؤولية القوات الموالية للأسد عن الهجوم تجاوز الأدلة الظنية وإنه يشمل تسجيلات الكترونية وبعض العينات العلمية التجريبية من المنطقة التي تعرضت للهجوم.
وصرح مساعدون في الكونجرس بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال جيمس وينفلد جونيور سيشتركون مع مسؤولين أمريكيين كبار في إطلاع قيادات في الكونجرس يوم الخميس على الموقف في سوريا وتقديرات أجهزة المخابرات المعنية.
وستشترك مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس ومدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر أيضا في الأمر. وذكر المساعدون إن إحاطة الكونجرس بالموقف ستتم من خلال اتصالات هاتفية عبر الانترنت في الساعة السادسة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (2200 بتوقيت جرينتش) لأن الكثير من الأعضاء يقضون عطلتهم الصيفية.
وقال المساعدون إن الإحاطة كان من المفترض أن تكون سرية لكن أعضاء كثيرين في الكونجرس لم يتمكنوا من الحصول على خطوط هاتفية آمنة تناسب سرية المعلومات.
ولم يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد قرار شن عمل عسكري ضد سوريا لكنه لم يترك مجالا للشك في أن السؤال ليس هو ما إذا كان سيعاقب الأسد على الهجوم وإنما متى يكون هذا العقاب.
واشتكى بعض أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري بل وبعض الديمقراطيين أيضا من أنهم لم يستشاروا كما ينبغي بشأن سوريا.
وستتضمن الاحاطة يوم الخميس رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب ورؤساء لجان الأمن القومي والأعضاء البارزين فيها مثل لجان العلاقات الخارجية والمخابرات والقوات المسلحة.
وأدلى متحدثون باسم الحكومة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بتصريحات تؤكد على نحو متزايد استخدام أسلحة كيماوية في سوريا وتقول إن قوات الأسد هي المسؤولة عن ذلك وليس المعارضة.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء "كان هجوما ضخما وواسع النطاق .. ومتعدد الأوجه على منطقة واسعة باستخدام صواريخ وأنظمة توصيل معقدة للغاية جرى تزويدها بأسلحة كيماوية. هناك طرف واحد في سوريا يملك القدرة على فعل هذا وهو نظام الأسد."
وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين "يحملون في نهاية الأمر بالطبع الرئيس الأسد مسؤولية استخدام نظامه للأسلحة الكيماوية ضد شعبه بغض النظر عن المسؤولين عن القيادة والسيطرة."
وتقول مصادر أمنية أمريكية ومصادر مقربة من حكومات حليفة إن الأدلة تشير إلى أن القرار الأولي باستخدام أسلحة كيماوية ربما صدر من قائد ميداني وليس في شكل أمر من أعلى مستويات الحكومة السورية.
وفي مذكرة نشرت يوم الخميس قالت لجنة المخابرت المشتركة التابعة للحكومة البريطانية "فوض الرئيس الأسد قادة كبار في النظام ربما بالتصريح باستخدام الأسلحة الكيماوية ولكن أي تغيير متعمد في نطاق وطبيعة الاستخدام يتطلب موافقته."
وحجب اسم القائد أو القادة من النسخة المنشورة للمذكرة.
وذكر مسؤول أمريكي سابق وخبير في شؤون المنطقة طالبا عدم ذكر اسمه إن من بين الاحتمالات أن يكون القائد الميداني السوري المسؤول عن تمشيط المنطقة ربما أصدر القرار الأولي باستخدام الأسلحة الكيماوية تحت ضغط من رؤسائه قبل أن يرسل القوات البرية.
واعترضت المخابرات الأمريكية اتصالات بين المسؤولين في القيادة المركزية وفي الميدان تناقش الهجوم. وقالت مصادر مطلعة إن الاتصالات لا تورط الأسد ولا حاشيته بوضوح في إصدار الأمر باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وأضاف أحد المصادر ان خبراء أمريكيين يقولون إن المادة الكيماوية التي يرجح أنها استخدمت في الهجوم هي غاز السارين لكن الأدلة العلمية التي تثبت هذا مازالت ناقصة.