صرح مسؤول اميركي كبير الاربعاء ان الولايات المتحدة تستبعد تحركا احادي الجانب ضد سوريا وتناقش مع حلفائها احتمال توجيه ضربات عسكرية يمكن ان تستمر اكثر من يوم واحد.
وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لصحافيين ان "اي تحرك عسكري لن يكون احادي الجانب ويجب ان يشمل حلفاءنا الدوليين".
وقال انه اذا صدر الامر بشن تلك الضربات ضد سوريا فانها ستستمر اكثر من يوم، موضحا ان "الخيارات ليست محصورة في يوم واحد فقط".
ووسط تكهنات بان بريطانيا وفرنسا ستنضمان الى الولايات المتحدة في حال تم اتخاذ قرار بشن تلك الضربات، رفض مسؤولون اميركيون الكشف عن ما اذا كانت الضربات التي تجري دراستها ستتجاوز استخدام صواريخ كروز وستتطلب دخول طائرات مقاتلة المجال الجوي السوري.
وقال المسؤول "نحن ندرس كل الخيارات".
وتاتي هذه التصريحات في مؤشر جديد على ان الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاءه يتحركون باتجاه شن عمل عسكري ضد سوريا بعد اتهامها بشن هجوم باسلحة كيميائية.
وقال المسؤول ان نواب اوباما يجرون مناقشات مع تركيا والاردن وغيرهم من الشركاء لوضع خطط طارئة لاي عمل انتقامي يمكن ان يقوم به النظام السوري في حال تعرض لضربة بقيادة الولايات المتحدة.
واضاف ان واشنطن تدرس "ما يمكن ان يكون عليه رد الفعل المرجح والعواقب".
واضاف "هناك احتمال ان تستخدم الحكومة السورية اسلحة كيميائية مرة اخرى. لا يمكننا استبعاد ذلك".
ولكن اذا لم تقم الولايات المتحدة باي عمل عسكري ضد سوريا، فان ذلك سيكون رسالة خطيرة للانظمة الاخرى التي تملك مخزونات من الاسلحة الكيميائية ومن بينها كوريا الشمالية، بحسب المسؤول.
واضاف في اشارة الى كوريا الشمالية "ما الذي يضمن ان الكوريين الشماليين الذين يراقبون ما يجري في سوريا لن يستخدموا اسلحة مثل هذه؟".
وقال مسؤول اخر في الادارة الاميركية ان مساعدي اوباما لا زالوا يعملون على تحديد هدف دقيق لاي تدخل عسكري محتمل.
واوضح ان الهدف من تلك الهجمات سيكون على الارجح ردع نظام بشار الاسد من استخدام اسلحة كيميائية مرة اخرى وضرب قدراته على القيام بذلك.
وحذر النظام السوري واشنطن من اي تدخل، الا ان المسؤول قال ان الولايات المتحدة مستعدة لاي عمل انتقامي محتمل تقوم به سوريا او حلفائها.
وقال "اعتقد اننا نستطيع ان نتعامل مع اي اعمال انتقامية سورية" او رد فعل "من لاعبين خارجيين" بمن فيهم ايران او حزب الله اللبناني.
موسكو ترى انه على الامم المتحدة انتظار تقرير المفتشين قبل مناقشة اي مشروع قرار
من جهة ثانية صرح نائب لوزير الخارجية الروسي اليوم الاربعاء ان موسكو تعتبر انه "من السابق لاوانه" مناقشة اي تحرك لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا قبل ان يقدم مفتشو الامم المتحدة تقريرهم عن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.
ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن فلاديمير تيتوف قوله ان "مناقشة اي رد فعل من مجلس الامن الدولي قبل ان يقدم مفتشو الامم المتحدة العاملين في سوريا تقريرهم هو في الحد الادنى سابق لاوانه".
واضاف ان روسيا تؤيد دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لايجاد حل دبلوماسي للنزاع في سوريا.
وتستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها على ما يبدو لشن عمل عسكري ضد النظام السوري بعد ان اتهمته بشن هجمات باسلحة كيمياوية رغم اعتراضات روسيا القوية.
وفي وقت سابق من الاربعاء دعا بان كي مون مجلس الامن الدولي المنقسم الى التوحد.
وقال في خطاب القاه في قصر السلام في لاهاي "على مجلس الامن الاتحاد للتحرك من اجل السلام"، مشددا على انه "وصلنا الى اللحظة الاكثر خطورة في هذا النزاع".
واضاف ان على المجلس ان "يستخدم سلطته من اجل السلام" وان "السوريين يستحقون حلولا وليس صمتا" مؤكدا ان "سوريا هي اكبر تحد في عالم اليوم
مفتشو الامم المتحدة يحتاجون لاربعة ايام لانهاء عملهم في سوريا
من جهة ثانية قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان مفتشي الامم المتحدة الذين يحققون حول هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في سوريا في حاجة الى اربعة ايام للانتهاء من عملهم.
وصرح بان كي مون في مؤتمر صحافي في لاهاي "دعوهم ينهوا عملهم في اربعة ايام".
واوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام في وقت لاحق ان بان كي مون كان يتحدث عن اجمالي اربعة ايام، وهو ما يشير الى ان المتفتشين الذين بدأوا التحقيق في موقع الهجوم يوم الاثنين يحتاجون حتى يوم الجمعة لاكمال عملهم.
ورغم تعرضهم الى عيارات نارية الاثنين توجه المفتشون الى احد مواقع الهجوم المفترض قرب دمشق حيث قاموا بعملية جمع "وافرة" للادلة وكان يفترض ان يواصلوا العمل الثلاثاء لكنه ارجئ الى الاربعاء لانعدام ضمانات من المعارضة حول امنهم كما قالت دمشق، في حين نفى مقاتلو المعارضة ذلك.
وعاد المفتشون الى فندقهم في وسط دمشق الاربعاء، منهين زيارة تحقيق للغوطة الشرقية التي شهدت في 21 آب/اغسطس "هجوما كيميائيا" تتهم المعارضة ودول غربية النظام السوري بتنفيذه، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.
واضاف الامين العام للامم المتحدة "بعد ذلك سيقوم المفتشون بتحاليل علمية ثم يجب ان نعد تقريرا الى مجلس الامن الدولي كي يتخذ الاجراءات التي يراها ضرورية".
اما بشان شرعية تدخل عسكري محتمل يشكل موضع تجاذب بين روسيا والغرب فقال بان كي مون بحذر ان "شرعة الامم المتحدة هي التي تحدد اطار العمليات التي يمكن القيام بها من اجل صيانة السلام والامن الدوليين".
وفاقم الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس قرب العاصمة السورية واسفر عن مقتل مئات الاشخاص، الخلافات بين روسيا والغربيين حول النزاع السوري، فاتهم الغربيون النظام السوري بينما اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية.
واعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن استعدادهم لعملية عسكرية ضد سوريا التي يتهمونها بارتكاب مجزرة بالاسلحة الكيميائية.
وترى روسيا ان الحل العسكري في سوريا سيزعزع استقرار الشرق الاوسط برمته ولا تزال ترفض اي مبادرة في مجلس الامن الدولي من اجل الرد على النظام السوري.