أعلن الأردن الأربعاء إنه أتخذ “إجراءات قصوى” على حدوده الشمالية تحسبا من أي هجوم على سوريا.
وقال مصدر وزاري رفيع المستوى ليونايتد برس انترناشونال أن “القوات المسلحة الأردنية إتخذت إجراءات قصوى على حدودنا الشمالية مع سوريا تحسبا من أي هجوم على سوريا”.
غير أن المصدر لم يحدد طبيعة هذه الإجراءات ولا حجمها.
وكان وزير الداخلية حسين المجالي أعلن الثلاثاء، أن بلاده في مأمن من أي هجوم على سوريا، مشيرا إلى أن حدود الأردن الشمالية “في أمان”.
وكانت تقارير إعلامية أمريكية ذكرت أن الجيش الأمريكي يُحدِّث خياراته لسيناريوهات تدخّل بالقوة في سوريا، بغية منح الرئيس باراك أوباما عدة خيارات إذا قرّر تعزيز أي تحرّك أميركي، لاسيّما في ظل وجود مزاعم جديدة بشأن احتمال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية.
ويذكر أن الولايات المتحدة نشرت مجموعة من مقاتلات (إف 16) وصواريخ باتريوت في الأردن، وذلك مع انتهاء مناورات (الأسد المتأهب) العسكرية في حزيران/ يونيو الماضي، كما صرّح مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية أن واشنطن عزّزت تواجد جنودها في المملكة ليصل عددهم إلى ألف جندي.
غير أن دبلوماسيين غربيين في عمّان قالوا إن عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين على الأراضي الأردنية يفوق ذلك الرقم وقد يصل إلى ألفي عنصر.
ومن جهة أخرى، عبرت الحركة الاسلامية في الأردن في بيان الاربعاء عن رفضها لأي تدخل عسكري دولي في سوريا محذرة من “تداعيات خطيرة على المنطقة”.
وعبر حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الأردن واكبر احزاب المعارضة، عن “رفضه التدخل العسكري الدولي في سوريا، بغض النظر عن الدوافع والمبررات” محذرا من “تداعيات خطيرة على المنطقة”.
واكد ان “التحالف العسكري الذي يعد لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لن يكون تدخله في مصلحة الشعب السوري، وإنما يستهدف بالدرجة الأولى تحقيق المصالح الصهيونية والأميركية، وذلك بإضعاف سوريا وتمزيقها”.
واضاف الحزب ان تدخل واشنطن وحلفائها “لا سيما في العراق وأفغانستان كان دوما لتدمير مقدرات الأمة وإضعاف قدراتها، وتمزيق نسيجها المجتمعي. فهي تستهدف على الدوام إضعاف الدول العربية والإسلامية لضمان تفوق دولة الاغتصاب الصهيوني”.
وطالب “الحكومة الأردنية بالتمسك بحل سياسي يجنب سوريا والمنطقة اخطارا محققة، والا تكون طرفا في اي حل عسكري دولي والا تكون الاراضي والاجواء الاردنية منطلقا لاي عمل عسكري دولي، وذلك لتجنيب الاردن نتائج كارثية”.
من جانبه، اعاد وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني التأكيد لفرانس برس ما صرح به مصدر مسؤول الثلاثاء بان “الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا”.
واضاف ان “موقف الأردن ثابت وهو يدعو لإيجاد حل سياسي للازمة في سوريا بما يحفظ وحدة الدولة السورية أرضا وشعبا”.
وطالب المومني المجتمع الدولي “بتكثيف الجهود في هذا المجال”.
وتأتي هذه التأكيدات بعد ان اختتم عشر رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية الثلاثاء اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سوريا.