فتح الداعية وجدي غنيم، النار على زميله عمرو خالد، واستغرب توصيف الأخير بالداعية، حيث قال صراحة بأنه ليس كذلك، رغم أنه انطلق انطلاقة صحيحة في البداية، موظفا أسلوبه القصصي المشوق، قبل أن تفتنه الكاميرات والأضواء بشكل جعله ينحرف تماما عن اللاءات التي قالها مرارا بأنه لا للسياسة، ولا للفتوى ولا للجماعة، وهي المطبات التي وقع فيها عمرو خالد تباعا، حيث دخل السياسة بطريقة غريبة، حيث سبق له دعم مرشح الحزب الوطني ضد الإخوان في الإسكندرية، وانتخب شفيق على حساب مرسي، في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية السابقة، والأخطر من ذلك سجّل خطابا للشؤون المعنوية للقوات المسلحة أسوة بالمفتي السابق علي جمعة، وسالم عبد الجليل، يحثون فيه الجنود على قتل المتظاهرين الذين اعتبروهم خوارج، وهي الفيديوهات التي أكدت عدة مصادر بأن المخابرات العسكرية سرّبتها عمدا في هذا التوقيت لإحداث بلبلة، ولتأليب أنصار مرسي على تنفيذ عملية اغتيالات ضد هؤلاء في إطار الخطة المعدة سلفا لاستفزاز الجماهير التي ضد الانقلاب لارتكاب أعمال عنف واغتيالات وإرهاب، تكون كافية لإدانتهم أمام الرأي العام، وتبرير حملة الاعتقال والتنكيل التي تتم ضدهم.
ومعلوم أن وجدي غنيم، سبق له الاختلاف مع عمرو خالد، ووجه له كلاما قاسيا قبل حوالي 7 سنوات، حينما اعترض على أسلوبه وكثُرة أخطائه في العقيدة والسيرة والأحكام الفقهية وذهابه للدانمارك في أزمة سب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، ومن الانحرافات التي ركّز عليها وجدي غنيم، أن عمرو خالد يصف الذات الإلهية بصفات لا تليق بجلال الله، فيقول عن الله عز وجل والعياذ بالله في إطار سرده للقصص الوعظية ربنا "سهران" وربنا "عايز" ، و"غشش" آدم و"يتلذذ"، كما أنه يصف النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه "ممثل" ومثّل مع سيدنا جبريل تمثيلية، وفي خرجة غريبة أخرى رد عمرو خالد، على حديث "النساء ناقصات عقل ودين" بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان بـ"يهزر" وفي موقع أخر يقول عن سيدنا موسى، وهو من أولي العزم من الرسل، بأن ربنا عايز "يمرمط" سيدنا موسى، كما أنه يقول بأن الصحابة (رضوان الله عليهم) في المدينة المنورة، استقبلوا النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إليهم (بأغنية) طلع البدر علينا ولم يستقبلوه بالقرآن، وهذا لأهمية الأغنية وفي نفس السياق سبق لعمرو خالد، ـ حسب رواية وجدي غنيم ـ دائما السعي لدى فنانة معتزلة لعودتها للساحة الفنية، وقوله لها "لا خليكي في الفن ولا تعتزلي"، وتبريره لمباهاته بمتابعة مسرحية "مدرسة المشاغبين" وأفلام عادل إمام، بقوله أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصافح الشعراء في عصره، ويكرمهم والفنانون اليوم بمرتبة الشعراء في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم).
الشروق الجزائرية