أعلنت تركيا، اليوم، أنها مستعدة للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد سوريا رداً على الهجوم «الكيميائي» المفترض في 21 آب/أغسطس حتى في غياب اجماع في الأمم المتحدة. من جهته، رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن الاتهامات الغربية الموجهة إلى نظامه بشن هجوم بأسلحة «كيميائية» في ريف دمشق «تخالف العقل والمنطق»، وحذر الولايات المتحدة من أن خططها لشن عمل عسكري في سوريا «ستصطدم بالفشل».
وصرّح وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو، في حديث نشرته صحيفة ميلييت اليوم، بأنه «اذا تكوّن ائتلاف ضد سوريا خلال هذه العملية، فإن تركيا ستكون ضمنه».
وقال دواد اوغلو إنه «بعد هذا التفتيش ينبغي للأمم المتحدة أن تتخذ قراراً حول عقوبات. لقد فضلنا على الدوام تحركاً تحت غطاء الأمم المتحدة ومع المجموعة الدولية»، مضيفاً «واذا لم يتخذ مثل هذا القرار، فهناك خيارات أخرى على الطاولة».
وشدد الوزير على أن «حوالى 36 أو 37 دولة تناقش هذه الخيارات».
وقال دواد اوغلو «من البداية رأت تركيا أن على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبال بالمجازر المرتكبة من طرف نظام الأسد»، مؤكداً أن «الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا بد أن يعاقبوا قطعاً».
وأضاف «عندما ننظر إلى ما يجري في سوريا نرى أن نظام الأسد يستخدم طرقاً تجاوزت كثيراً الأعمال غير الإنسانية والمجازر التي ارتكبت في البوسنة» خلال التسعينيات.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة «ايزفستيا» الروسية، نُشرت اليوم، مع الرئيس السوري بشار الأسد، قال معلقاً على الاتهامات التي وجهت إلى نظامه باستخدام أسلحة «كيميائية» في هجوم الغوطة الشرقية، إن «ما قامت به أميركا والغرب وبعض الدول الأخرى منذ يومين كان استخفافاً بالعقول وقلة احترام للرأي العام لديها».
وأضاف إن هذه الاتهامات «تخالف العقل والمنطق، لذلك فإنها اتهامات مسيسة بالمطلق»، موضحاً أنه «ليس هناك جهة في العالم، فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهاما ثم تقوم بجمع الأدلة عليه».
وحذر الأسد الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري في سوريا. وقال إن الولايات المتحدة «ستصطدم بما اصطدمت به في كل حروبها من فيتنام حتى الآن، بالفشل».
ولفت إلى «الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر»، مشيراً إلى أن الغربيين «يمكنهم بدء أي حرب، لكن لا يمكنهم أن يعرفوا إلى أين ستمتد، أو كيف لها أن تنتهي».
وقال: «نحن اليوم نواجه كثيراً من السياسيين، هل تعلّموا دروساً من الخمسين عاماً الماضية على الأقل؟ هل قرأوا في ما فعله السياسيون الذين كانوا قبلهم أن جميع حروبهم فشلت، منذ حرب فيتنام حتى اليوم؟».
وتابع «هل تعلمون أن حروبهم تلك لم تمكّنهم من تحقيق أي شيء، سوى أنهم دمروا الدول التي حاربوها، وأوجدوا حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم؟»، مضيفاً إن «كل تلك الحروب لم تمكنهم من جعل شعوب المنطقة تحبهم أو تقتنع بسياساتهم».
وأكد الأسد مرة جديدة أن «من نواجههم الآن هم بنسبتهم الكبرى تكفيريون يحملون فكر «القاعدة»، وقلة معهم من الخارجين على القانون»، محذراً الغرب من أن «الإرهاب ليس ورقة رابحة تضعها في جيبك تخرجها متى وأينما تريد وتعيدها مرة أخرى».
وقال «لا يمكنك أن تكون مع الإرهاب في سوريا وضده في مالي مثلاً، لا يمكن أن تدعم الإرهاب في الشيشان، وتحاربه في أفغانستان». وتابع أنه «اذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق. نحن دولة مستقلة سنحارب الإرهاب، وسنبني علاقاتنا مع الدول التي نريدها بكل حرية، وبما يحقق مصالح الشعب السوري».
من جهة أخرى، أكد الرئيس السوري أن كل العقود العسكرية الموقعة مع روسيا «في طور التنفيذ».
وقال: «كل العقود الموقعة مع روسيا هي الآن في طور التنفيذ، ولم تؤثر الأزمة أو الضغوط الأميركية والأوروبية أو الخليجية على تنفيذها. وروسيا تقوم بإمداد سوريا بما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها وعن شعبها».
كذلك اتهم الرئيس السوري قطر وتركيا والسعودية «بدعم الإرهاب وبتحريكه في سوريا على نحو مباشر».
وأوضح «أن هناك دولاً دعمت الإرهاب وحرّكته في سوريا على نحو مباشر، فكانت قطر وتركيا في السنة الأولى والثانية، قطر تمول وتركيا تدرب وتؤمن الممرات للإرهابيين، الآن حلت السعودية محل قطر في موضوع التمويل»، مضيفا إن «السعودية دولة لا تمتلك إلا الأموال، ومن لا يمتلك إلا المال لا يصنع حضارة ولا يدعمها، بل على العكس، إذاً فالسعودية تنفذ المخططات بقدر ما لديها من مال».
وتابع بشار الأسد، في المقابلة، «أما تركيا، فوضعها مختلف. المؤسف أن تقاد دولة كتركيا ببضعة دولارات، المؤسف أن دولة كبيرة بموقع استراتيجي ومجتمع منفتح، تقودها دولة خليجية بعقلها المنغلق. كل ذلك بالطبع يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة التركية لا الشعب التركي، الذي يتقاسم معنا كثيراً من الموروثات والعادات والقواسم المشتركة».
كذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن التدخل العسكري في سوريا من دون موافقة مجلس الأمن الدولي سيكون «خطراً وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، «أنا قلق إثر تصريحات صادرة من باريس ولندن تفيد بأن الحلف الأطلسي يمكن أن يتدخل لتدمير أسلحة كيميائية في سوريا من دون موافقة مجلس الأمن».
واعتبر الوزير الروسي أن البلدان الغربية تتحرك حالياً نحو «مسار خطير جداً، وزلق جداً، وهي لا تستطيع أن تقدم أدلة، لكنها تقول إن «الخط الأحمر» قد تم تجاوزه ولم يعد في وسعنا أن ننتظر».
وأضاف لافروف إن «استخدام القوة من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي انتهاك فاضح للقانون الدولي، ولن يؤدي تدخل لم توافق عليه المجموعة الدولية إلا إلى تعقيد الوضع في بلد يريدون إنقاذه من الديكتاتورية ويريدون فرض الديموقراطية فيه».