أصدر المعارض السوري برهان غليون بياناً حول الإعداد لضربة عسكرية لنظام الأسد، مؤكداً أن أي عمل عسكري لا يكون هدفه إسقاط هذا النظام فإنه لن يزيد إلا من معاناة الشعب السوري.
و جاء في بيان غليون :
لا شك من أن هناك ضربة قادمة تحضر ضد نظام الأسد. وهو ما تشير إليه كل التصريحات والاستعدادات. فالسكوت عما قام به من عمل مروع لا يقوض مصداقية الدول والمواثيق الأممية، التي حظرت استخدام هذا السلاح فحسب، وإنما يهدد بشرعنة استخدامه، وتعميم انتشاره، وبالتالي جعل الارهاب القاعدة للحكم والسيطرة في كل مكان، والقضاء على أي نظام مدني او دولي.
لكنني أود أن احذر قادة الدول المجتمعة اليوم في عمان لتقرير ما يمكن عمله، من التفكير بضربة، حتى لو كانت موجعة، لا هدف لها سوى تبرئة الذمة من دم السوريين، أو تقليم أظافر الأسد للحد من أذاه. لن يكون نتيجة مثل هذه الضربة الاستعراضية سوى إعطاء حجج جديدة للأسد كي يزيد انتقامه من الشعب السوري واعتبار نفسه طليق اليدين في استخدام كل الوسائل الأخرى لإبادته وتدفيعه ثمن هذه الضربة.
ينبغي أن يكون ماحدث من جريمة مروعة منطلقا لتحرك دولي شامل من أجل إنهاء المأساة السورية برمتها، وفي أساسها وجوهرها، سعي نظام الأسد الفاشي والفاسد إلى البقاء في السلطة مهما كان الثمن.
ليس المطلوب عملا عقابيا أو انتقاميا من هذا النظام الذي يستخدم الجريمة وسيلة للحكم منذ عقود، وإنما خطة لتغيير الوضع القائم، والذي لم يعد يحتمل، لا من قبل الشعب السوري ولا من قبل الشعوب المرعوبة المحيطة بها،
وأن تكون العمليات العسكرية جزءا من خطة تنحية الأسد ودفع أصحاب الضمير من الضباط والإداريين الذين خضعوا لابتزازه خلال ما يزيد عن سنتين ونصف، إلى الاستقلال عنه، والاستعداد للتعاون مع المعارضة والجيش الحر لإقامة نظام وطني جديد في مكانه،
وأخيرا أن يتم كل ذلك بالتنسيق بين الفاعلين الدوليين والمعارضة السورية وقادة الجيش الحر.
لا يمكن للوضع الراهن أن يستمر. كما لا يمكن السماح بعمليات القتل اليومي الممنهج والتدمير المنظم وتهجير الآلاف من الناس، وتعذيب مئات الألوف من الشباب في الزنازين الرهيبة، والقضاء على مستقبل شعب كامل إلى ما لانهاية. ولا يمكن للدول المحيطة بسورية أن تحتمل سنوات أخرى عواقب الدمار السوري، لا على المستوى الانساني ولا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي. وها هو لبنان بدأ يترنح منذ الآن بعد انتقال المواجهات إليه.
معاناة الشعب السوري طالت أكثر مما يمكن لشعب أن يحتمل، وهذه هي الفرصة تحضر اليوم للتخلص نهائيا من هذا الوحش المجنون الذي استمرأ شرب الدم، والسباحة فيه، والذي لم يتوقف عن القتل وتدمير المدن وتغيير المعالم السكانية والتاريخية يوما واحدا، منذ ما يقارب ثلاث سنوات.