"استغلالك الأزمات لترمي ذا الحق بأنه حزبي، إنما هو ديدن خصوم الرسل مع يقينهم بصدقهم".. تغريدة أطلقها الشيخ سعود الشريم إمام و خطيب المسجد الحرام الشريف، بعد ساعات من خطبة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام الحرم المكي، عبد الرحمن السديس أشاد فيه بموقف السعودية وملكها من أزمة مصر، وهاجم فيها مثيري الفتن الذين "يحرفون كلام الله وفق نعرات عصبية وأهواء حزبية" في أرجاء الأمة، دون أن يسميهم.
وهذا الأمر أثار استياء نشطاء على "تويتر"، معتبرين السديس انحاز لطرف موقع ملك السعودية الداعم للسلطة الحاكمة في مصر، واعتبروا تغريدة الشريم "ردا على السديس" دفاعا عن من وصفهم بـ"أصحاب الأهواء الحزبية"، دون ان يسميهم، وهو ما اعتبروه هجوم على جماعة الإخوان المسلمين، بحسب ماذكرت وكالة الأناضول.
وكان الشيخ السديس قد حذر في خطبته بالحرم المكي الجمعة من "الفتن التي تؤثر على وحدة الأمة"، واعتبر أن "الكوارث الأليمة التي أثرت في خاصرة الإسلام هى نتيجة للذين اختزلوا الإسلام ومعانيه السامية بأسماء مستعارة توارت خلف التطرف الفكري والشذوذ العلمي الذي تنصل من الاعتدال والوسطية فنجم عن ذلك الإرهاب المسلح والإقصاء".
وقال في خطبته، عن مثيري الفتنن دون ان يسميهم : "ماذا جنينا من حماقات ثلة تزيت بزي الدين في الدين تنحر ..أن الغُير من أهل الإيمان ليعجبون من هؤلاء وأشباههم من كل دعي مؤدلج .. يحرفون كلام الله وفق نعرات عصبية وأهواء حزبية ومصالح ذات أجندة وتبعية فيعمدون إلى تخصيص عامة ومجمله أو حمله على غير محمله "، وبين ان هؤلاء يتوشحون في تأويلاتهم وتحركاتهم بعباءة الدين في جرأة على تفسير النصوص وفق مراد أصحاب الإرهاب الفكري.
ثم استطرد متحدثا عن "الفتن السحماء التي أرخت سدولها على مصر ، وهزت رواسخ الطمأنينة والثبات وأفضت بالشعب الواحد على التنازع والشتات".
ودعا المصريين "لإخماد شرارة الفوضى والفتنة وإيقاف نزيف القتل والدماء ومراعاة حرمة المساجد مغلبين ضبط النفس وصوت العقل والحكمة".
واشاد بجهود السعودية وملكها في حل ازمة مصر ، وقال إن المملكة "تنبري على دأبها لنصرة مصر في أزمتها العصيبة لتعيد لها جداول تراحمها وانهارها وهيبتها واستقرارها في غيرة وحكمة وإباء.. شعارها أمن مصر ورفعة مصر وأمنها واستقرارها وعزتها واجتماع ابناءها"، معتبرا ذلك "تأكد في الكلمة التي ألقاها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز" والتي وصفها بأنها "كانت موقفا تاريخيا يبين الحق لطالبيه".
وفي أعقاب الخطبة، أطلق نشطاء حملة على "تويتر" ضد الخطبة تحت عنوان "خطبة السديس لا تمثلني، لإشادته بموقف الملك المؤيد للسلطة الحاكمة في مصر.
وتداول نشطاء في الحملة تغريدات أطلقها الشيخ سعود الشريم إمام و خطيب المسجد الحرام وعميد كلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى بمكة، مؤكدين أنها بمثابة رد واضح على الشيخ السديس.
وقال الشيخ الشريم ي تغريدته التي تدوالها النشطاء لها "استغلالك الأزمات لترمي ذا الحق بأنه حزبي،إنما هو ديدن خصوم الرسل مع يقينهم بصدقهم(قالوا إنما أنت من المسحرين)استغلوا شيوع السحر فاتهموه به!".
وفي تغريدة اخرى قال "اجعل رضا الرحمن غايتك ولا تركن إلى رضا الناس،فإنك حبيبهم فيما يهوون،وعدوهم فيما يكرهون(فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)".
هذا ولم ينفي الشيخ الشريم أو يؤكد على حسابه على تويتر حتى الساعة 01.30 صباح السبت ما إذا كانت تلك التغريدات بالفعل هي رد على السديس أم لا.
وكان العاهل السعودي قد أكد في كلمة ألقاها الجمعة قبل الماضية وقوف بلاده شعباً وحكومة مع مصر ضد كل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية وإشعال "نار الفتنة" بها، واعتبرها مراقبون دعما للسلطة الحاكمة في مصر.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي السعودي: "ليعلم العالم أجمع، أن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة ، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية".
وأضاف: "وليعلم كل من تدخل في شؤونها (مصر) الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته"، وأعرب عن أمله "أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان".