كشف تقرير نشره موقع مجلة "فورين بوليسي"، اليوم، أن المملكة العربية السعودية اشترت آلاف القنابل العنقودية من الولايات المتحدة على الرغم من الحظر شبه العالمي على هذه الأسلحة.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي أن شركة "تكسترون" (Textron) لأنظمة الدفاع، ومقرها في ولاية ماساتشوستس، أبرمت عقدا بقيمة 640 مليون دولار لبيع 1300 وحدة من القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يتم شحن هذه القنابل للسعودية خلال الفترة الممتدة من 2013 إلى نهاية العام 2015.
وأفاد التقرير أن قرار بيع هذه الأسلحة يأتي بعد أشهر قليلة فقط من إدانة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي استخدام جيش بشار الأسد للقنابل العنقودية في سوريا.
وفي هذا السياق، صرحت "سارة بلاكمور"، مدير تحالف الذخائر العنقودية (CMC)، وهي مجموعة دولية تهدف إلى وضع حد لاستخدام هذه الأسلحة، قائلة: "إننا نشعر بخيبة أمل بخصوص قرار الولايات المتحدة بتصدير القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية، مع أن كلا البلدين يعترفان بالأثر الإنساني السلبي لهذه الأسلحة على المدنيين".
وقد وقعت 112 دولة من جميع أنحاء العالم على المعاهدة الدولية لحظر القنابل العنقودية، وصادقت 83 من هذه البلدان عليها، في حين لم توقع السعودية وأمريكا على هذه المعاهدة.
وبانفجار القذيفة العنقودية تنطلق القنابل الصغيرة فوق منطقة الهدف مسببة دمار وتلف للآليات والمعدات والأشخاص الموجودين هناك. وبإمكان القنابل الصغيرة تغطية منطقة كبيرة ولكنها تفتقر للتوجيه الدقيق. ويتم قذفها من على ارتفاعات متوسطة أو عالية بما يزيد من احتمالات انحرافها عن الهدف.
أما معدل فشلها فيعتبر كبيرا حيث يبلغ حوالي 5%، بمعنى أن كثيرا منها لا ينفجر ولكن يستقر في الأرض كألغام قد تنفجر ولو بعد مُضي سنوات.
وقد استخدمت المملكة العربية السعودية الذخائر العنقودية في الماضي أثناء حرب الخليج عام 1991، كما أفادت مجموعة (CMC) الدولية.
وقال التقرير إن عملية بيع أمريكا القنابل العنقودية للسعودية هي الأحدث في سلسلة من صفقات الأسلحة الكبيرة بين البلدين على الرغم من الخلافات بين إدارة أوباما والحكومة السعودية حول السياسة الإقليمية في المنطقة، وخصوصا في مصر.
وتوقع موقع "فورين بوليسي" أن تمضي صفقة القنابل العنقودية قدما رغم الاعتراض الدولي، وكتب: "إذا رغب السعوديون في القنابل العنقودية فإن الولايات المتحدة سوف توفرها لها بغض النظر عن الموقف الدولي".
خدمة العصر