في وقت تعتقل فيه قوات الأمن قياديي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حذر ثاني أكبر حزب ديني في البلاد الدولة من محاولة القضاء على الإسلام السياسي كلية في أشد حملة تقوم بها منذ عشرات السنين.
وقال رئيس حزب النور يونس مخيون إن الحزب يشعر الآن باقتراب نار الأزمة منه.
وقال مخيون في مقابلة مع رويترز إن بعض أعضاء الحزب تعرضوا للضرب والمضايفة وسلموا للشرطة في الأيام الأخيرة لمجرد أنهم ملتحون تعبيرا عن التزامهم الديني.
ومع مقتل 900 شخص على الأقل في أسبوع حذر مخيون من حملة تعسفية تستهدف الإسلاميين قائلا إن هذا سيدفع البعض للعمل تحت الأرض. وقال إن هذا سيكون طريقا خطيرا ويجعل الكثيرين يرفضون الوسائل الديمقراطية وربما يلجأون لوسائل أخرى.
وأضاف إنه لا يمكن "استئصال" الإسلام السياسي قائلا "لا يمكن استئصال التيار الإسلامي وإذا أحد يفكر في إقصاء التيار الإسلامي هذا التفكير يعتبر في منتهى الغباء".
وفي أوائل العام الحالي وقف حزب النور وهو المنافس الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين ضد الجماعة الأقدم بشدة وانضم إلى الليبراليين الذين اتهموا مرسي بمحاولة الاستئثار بالسلطة. وحين عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز وافق حزب النور على خارطة طريق لمرحلة انتقالية مقدما دعما إسلاميا للنظام الجديد في الوقت الذي وعدت فيه الحكومة بعملية سياسية بلا إقصاء.
لكن الحزب بدأ ينأى بنفسه عن الحكومة المؤقتة بعد أن قتل عشرات من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في مواجهات مع قوات الأمن. وقال مخيون وهو طبيب أسنان انتخب رئيسا للحزب العام الماضي إن على الحكومة أن تطمئن المصريين إلى أن مكتسبات الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 لن تنتزع.
وأضاف "نحتاج إلى تطمينات من السلطة القائمة إلى الشعب المصري على أن مكتسبات 25 يناير 2011 لا يمكن المساس بها وخاصة في مجال الحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي."
وقال رئيس الحزب الذي تأسس بعد الانتفاضة إن التهديدات التي تتعرض لها الحريات تشمل إحياء جهاز مباحث أمن الدولة من عهد مبارك في وقت تحارب فيه الدولة جماعة الإخوان المسلمين التي حكمت البلاد لمدة عام حتى عزل مرسي.
وقال إن بعض أعضاء حزب النور الذين غضبوا وأثارهم الخطاب الديني للإخوان المسلمين انشقوا على الحزب وهو ما يضيف إلى مؤشرات فقدان الجماعات الإسلامية الراسخة في مصر قبضتها على أعضائها.