"ديسو دوج" أو "أبو طلحة الألماني" كما بات يُعرف في أوساط الثوار هو مغني "راب" ألماني اكتسب شهرة عالمية من خلال أغاني (الهوب هوب) التي برع فيها، لكنه هجر بريق الشهرة وعالم الأضواء بعد اعتناقه للإسلام وانضم إلى صفوف الجيش الحر.
في مطلع أغسطس من العام الماضي وُضع (دوج) تحت مراقبة السلطات الألمانية في برلين ولكنه تمكّن من الفرار من ألمانيا خوفاً من اعتقاله، وبعدها سرت شائعات مفادها أنه قام بمحاولات متكررة لدخول سوريا مع رفاق مسلمين آخرين.
ومنذ بضعة أشهر، انتشرت شائعات أخرى عن مقتله خلال معركة في حلب، لكن( دوج) جدد تواصله مع أشخاص مقربين منه في ألمانيا.
وأشار تقرير صحفي نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية حول المجاهدين الألمان في سوريا إلى خوف المسؤولين الألمان وشعورهم بالقلق من قدرة (ديسو دوج) على التحول إلى أداة دعائية. فالفيديو الذي دعا فيه المسلمين إلى الذهاب والقتال في سوريا وحث بعض الأشخاص المتردّدين في بلده على الاقتداء به وكذلك الفيديوهات التي بدأ يبثها من سوريا يمكن أن يكون لها تأثير كبير بين الشبان الألمان ممن اعتنقوا الديانة الإسلامية.
ويرى تقرير "دير شبيغل" أن المجاهدين الدوليين احتاجوا إلى وقت طويل قبل أن ينضموا إلى الانتفاضة في سوريا ولم يكن هذا الأمر معلناً في البداية كما هو شأن المنظمات الجهادية، وإن كان أيمن الظواهري زعيم القاعدة قد أعلن في فبراير 2012، أي بعد سنة تقريباً من بدء الثورة في أحد الفيديوهات عن دعوته "كل مسلم إلى مساعدة إخوانه في سوريا قدر الإمكان".
وفي مارس 2013، صدرت أولى الدعوات للتوجه إلى سوريا باللغة الألمانية من خلال فيديو لـ "حجان م" الذي يعيش في مدينة "كاسل" وسط ألمانيا دعا فيه الألمان إلى المجيء والمشاركة في (الحرب المقدسة) في سوريا.
ويشير التقرير المذكور إلى أن حوالي 20 مواطناً ألمانياً يقاتلون الآن في سوريا قيل إن بعضهم اصطحبوا زوجاتهم إلى هناك وهم يعيشون في جبهات القتال مباشرةً.
أناشيد مضرة بصغار السن !
ولد "ديسو دوج" في برلين من أب وأم ألمانيين، ترك الأب عائلته عندما كان "دوج" لا يزال طفلاً يحبو. في عام 1995 بدأ حياته المهنية في أغاني الهوب هوب (الراب) وبعد أن اعتنق الإسلام تحول إلى الغناء الديني، وأخذ ينشر أناشيد تحث على الجهاد عبر الإنترنت.
ومنذ ذلك الوقت اعتبرته الحكومة الألمانية أحد أخطر الإسلاميين في ألمانيا بسبب نشاطاته الدعوية وأناشيده المعروفة حول القضايا الفلسطينية والشيشانية والأفغانية والإسلامية بشكل عام، ولذلك قاموا بحظر مجموعة من الأناشيد الجهادية المتطرفة التي أدّاها،والتي وُصفت من قبل الهيئة الفيديرالية للوسائط بأنها "مضرة لصغار السن" ولكنها لاقت إعجاباً من آلاف الشبان الألمان والمسلمين، وكان من أشهر المعجبين بها «أريد يوكا» الذي قام بطعن شرطيَّين بسكين خلال تظاهرة في مدينة بون في العام الماضي، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة وكان (يوكا) قد قال للمحكمة إنه كان متأثرا بالبربوغاندا والمبالغات التي وجدها في الإنترنت والتي أظهرت جنوداً أمريكيين يغتصبون النساء في أفغانستان كما أنه كان معجباً جداً بأناشيد أبو مالك (ديسو دوج).
ويذكر أن تقديرات وزارة الخارجية الأميركية أشارت في يوليو عام 2012، إلى وجود ما بين عشرات المقاتلين و100 مقاتل جهادي أجنبي في سوريا.
لكن دراسة نُشرت حديثاً أكدت أن هذا الرقم ارتفع منذ ذلك الحين ليتراوح ما بين 2000 و5500 شخص، وقد أعلن كبار الخبراء في شؤون مكافحة المنظمات الجهادية في الاتحاد الأوروبي أن 500 شخص منهم على الأقل قَدِموا من دول الاتحاد الأوروبي. ومن بين هؤلاء، بعض الوافدين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية وبعضهم الآخر هم أشخاص أوروبيون في الأصل ولكنهم اعتنقوا الإسلام.
فارس الرفاعي – زمان الوصل