ساعات وسيعلن براءة مبارك ويرد له الاعتبار وربما تخرج المظاهرات تهتف آسفين يا ريس. كانت الثورة دعابة وانتهت.
وفي الفصل الأخير للمسرحية عاد كل شيء قبل 25 يناير إلى وضعه الطبيعي. ربما لم يحكم مبارك بعد الآن لكن أياديه وفلوله ظلت تحكم إلى يومنا هذا.
الآن اصبحت المسرحية واضحة المعالم: تم توريط أو لنقل ورط الإخوان أنفسهم بالرئاسة ومن ثم تم تضييق الخناق عليهم. حصار خليجي وأموال تتدفق لقادة الجيش وحركة تمرد ولنجوم الإعلام ليحشدوا الجماهير.
قطعت دول الخليج المساعدات عن مصر. اختنق الناس وليس أمامهم سوى مرسي الذي دأب الإعلام على شيطنته. فخرجوا يطلبون الخلاص.
والجيش الذي تعهد لمبارك أن لا تمس شعرة منه قبل اعلان استقالته الصوري كان جاهزا واسقط مرسي وارتكب المجازر بحق مناصريه انتقاما من ثورة 25 يناير. واعتقل قادة الإخوان.
وكل الأسباب التي أسقط من أجلها مرسي مارسها الجيش الوطني: القتل تعديل الدستور دون توافق شعبي، اعادة الفلول وتسليمهم الوزارات والمحافظات اقصاء الآخرين.
وأخير تبرئة مبارك وكأن شيئا لم يكن. وربما يعتبرون الشهداء الذين سقطوا في 25 يناير هم المجرمون.
تخيلوا لو فاز أو سلم الجيش مصر إلى الفريق أحمد شفيق. ماذا كان سيحدث؟ ستقع ثورة ثانية تقضي على الفلول وعلى قادة الجيش معهم. لكن الإخوان أكلوا الطعم وهم يعرفون أن 4 مؤسسات من مؤسسات مبارك تقف لهم بالمرصاد: الجيش والداخلية والقضاء والإعلام.
مبروك لكل الواهمين وصانعي أمجاد الجنرالات المستبدين. مبروك عليهم عقودا جديدة من الاستبداد والقهر والفساد.
ألهذه الدرجة عقولنا ساذجة؟ أم أن حكام العرب وجنرلات الجيش لا يقدر عليهم سوى الذي خلقهم.
العوض بسلامتكم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.!
(وطن – يغرد خارج السرب)