نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن جهود وتحركات موازية من قبل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد أضعفت النفوذ الأمريكي على القيادة العسكرية في مصر، وأوضحوا أن الفوضى المبيتة في مصر قد سحبت إسرائيل هناك إلى الاصطفاف بشكل غير مسبوق مع الخليجيين الداعمين لانقلاب العسكر.
وكانت إدارة أوباما، كما أورد التقرير، أول من سعى إلى إقناع قائد الانقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسى بعدم إسقاط حكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي ومن ثم التصالح مع قاعدته الشعبية.
وقال مسؤولون أمريكيون وعرب أن الجنرال سيسي قد فعل العكس، بتدبير إسقاط الرئيس وشن حملة قمعية أوقعت أكثر من 900 قتيل منذ يوم الأربعاء الماضي، مما يعكس بوضوح ثقته بقدرة الحكومة المصرية على مواجهة رد فعل أمريكا.
وعبر مسؤولون أمريكيون عن إحباطهم من موقف حلفائهم الإقليمين، وكذا من قلة تأثيرهم في علاقاتهم بهم. وتعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على إسرائيل ودول الخليج في المجالات الحيوية الأخرى، بما في ذلك مواجهة إيران والقاعدة، وكذا الحرب على سوريا ودعم محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
"إن قدرتنا على التأثير في مستقبل الأوضاع في مصر محدودة"، كما صرح وزير الدفاع تشاك هيغل، المحاور الأمريكي الرئيس مع الجنرال سيسي.
منذ فترة طويلة، يقول التقرير، دعمت الولايات المتحدة نفوذها في مصر من خلال المعونة العسكرية، لكنَ تم تأجيل بعضها منذ الإطاحة بالرئيس مرسي وأجداث العنف، حيث جمدت الولايات المتحدة نقل سرب طائرات F-16 المقاتلة وألغت تدريبات عسكرية.
ولكن حجم المساعدات الأميركية، حتى قبل هذه التحركات، تضاءل أمام تعهدات جديدة من بعض العواصم الخليجية.
ورغم أنه لا السعودية ولا الإمارات اعترفوا بإسرائيل أو أقاموا علاقات دبلوماسية رسمية مع الدولة اليهودية، فإن ما يوحد الدول الثلاث هو سلسلة من المصالح المشتركة، وبخاصة التصدي لإيران والإخوان المسلمين، وفقا لما أورده تقرير الصحيفة.
ويقول دبلوماسيون إن السعوديين والإماراتيين يريدون توجيه ضربة لجماعة الإخوان المسلمين وتقويض نفوذ خصومهم الإقليميين: تركيا وقطر.
كما ترغب إسرائيل في أن تحارب الحكومة المصرية بقوة الإسلاميين وحماية الحدود. ويرى قادتها في الإطاحة بمرسي فرصة سانحة لتوجيه ضربة حقيقية للإسلام السياسي في جميع أنحاء المنطقة…، كما صرح "غيرشون باسكن"، رئيس مركز إسرائيل فلسطين للبحوث والمعلومات، ومقره في القدس.
وقال التقرير إن إسرائيل لا تنسق مباشرة مع دول الخليج، في حين أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ينسقون فيما بينهم بشكل وثيق، كما أفاد مسؤولون.
قبل أن يتدخل الجيش في 3 يوليو، حاول وزير الدفاع الأمريكي هيجل وغيرهم من المسؤولين إقناع الجنرال السيسي بمنح الرئيس مرسي مزيد من الوقت لإشراك معارضيه. وقال مسؤولون أمريكيون إن تلك الرسالة تم تقويضها من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي شجعت الجنرالات على الاستمرار وعدم التراجع.
خدمة العصر