منذ أن تسلم الإخوان المسلمون الحكم، وبعد الانقلاب على حكمهم، بقي السؤال المطروح هو رأي الداعية عمرو خالد في هذه الفتنة والمظالم التي هزت مصر وبقي رأيه غامضا رغم تغريداته القليلة. وقد حاول عمرو خالد في تدخله، نهار أمس، عبر قناة العربية السعودية، والذي تمت إعادته عدة مرات، إزالة الغموض، فزاده عتمة وظُلمة، فكان لسانه لا يختلف عن السيسي، إلا في تفاصيل دقيقة فقط، فقال إنه غير مؤهل ليعطي موقفا سياسيا ولا رأيا دقيقا، ولكن همه الأول هو تصالح الجميع من أجل التعايش السلمي. وكما قال إن للمسجد حرمة، كان واضحا أنه يشير إلى الإخوان، وهو يقول إن للكنائس أيضا حرمة.
وواضح أن قناة العربية التي أخذت موقعا أكثر "سيسيا" من السيسي نفسه، خاصة بعد خطاب العاهل السعودي، الذي وصف حرب الإخوان بالمصيرية هو تأكيد على أن عمرو خالد ليس ضد السيسي في الانقلاب، وفي الطريقة التي فض بها اعتصام رابعة العدوية، وما صحبه من مجازر، فتحدث عن الدماء التي تراق دون أن يذكر المتهم الرئيسي، وتحدث عن الفتة التي مزقت البلاد دون أن يتحدث عن الزلزال الذي هز الشرعية. فجاء تدخله أبشع من صمته المطبق، الذي التزمه منذ أن تعرض الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين للانقلاب، وكان الداعية عمرو خالد قد ظهر بقوة بعد الثورة المصرية وتنحية الرئيس السابق حسني مبارك، وأكثر من ذلك وضع حجر أساس حزب سياسي، ونادى بمشروع قومي يوحّد الشعب المصري وقياداته.
ولكن بعد فوز الإخوان المثير في الانتخابات الرئاسية، اختفى وصار يقدم في عز الأزمة والفتنة دروسا عن الفتوحات الإسلامية والزمن السابق. وقالت قنوات فضائية ومواقع إلكترونية إنها حاولت استدراجه لأجل أن يقول رأيه بصراحة، ولكنه رفض، وعندما استجاب للعربية السعودية دون غيرها فهم الجميع أن رأيه لا يختلف عن القناة التي تصوّر السيسي على أنه بطل زمانه، وتصور الإخوان على أنهم إرهابيون، بدليل ما تعرض له عمرو خالد، نهار أمس، من حملة فايسبوكية وضعته مع الانقلابيين.
(الشروق) الجزائرية