كتب نك كوهين في صحيفة الأوبزفر مقالا عنوان "قد نكره الإخوان، لكنه انقلاب".
"حين تقتل الدولة ستمئة من مواطنيها، فهي في الحقيقة لم تقتل مواطنيها فحسب، بل قتلت إمكانية التوصل إلى حل وسط"، بهذه الجملة يفتتح الكاتب مقاله، ويتابع قائلا إن من يرتكب عملية القتل مدرك لحقيقة أن كثرة الدماء المسفوحة ستحول دون السير في الطريق السياسي.
ويرى الكاتب ان الذين "ارتكبوا عملية القتل لا يأبهون لو كرههم الناس بسبب ذلك إلى يوم مماتهم"، وأن العالم الخارجي قد لا يأبه ايضا للعنف الذي يلف البلاد.
ويقول الكاتب إنه بالرغم من كراهيته لقتل المحتجين إلا أنه لا يحس بأي تعاطف مع "الرجال والنساء الرجعيين في جماعة الإخوان المسلمين".
ويجد الكاتب نفسه في موقف صعب، ذلك أن الشرق الأوسط له خصوصية فالخيار هو بين الأنظمة القمعية التي تندلع الثورات ضدها وهي أنظمة علمانية أو شبه علمانية ، وبين الإسلاميين. الخيار هو بين "فاشيين بالزي الموحد وفاشيين بقرآن" كما تقول الناشطة المصرية منى الطحاوي.
حتى اليسار الاوروبي الذي يناصر الإسلاميين يجد نفسه حائرا الآن.
ولأوضح السبب، يقول الكاتب: الإخوان مثلا يصفون حظر الأمم المتحدة للاغتصاب الزوجي ودعوتها لحرية العمل والحركة والسفر للمرأة وحرية استخدام موانع الحمل بأنه أداة لتقويض العائلة كأساس للمجتمع ومقدمة لهدم المجتمع ككل وإعادته إلى الحالة التي كان فيها قبل الإسلام.
لم يتطرق الإخوان حين صياغة الدستور الجديد إلى حقوق الأقلية المسيحية في مصر، كما يقول كاتب المقال.
لكن الكاتب يستدرك أن الإخوان المسلمين مع ذلك ليسوا "الحزب النازي" ، لم يلغوا الديمقراطية ولم يجبروا المعارضة على النزول تحت الأرض، ويرى أن الاعتماد على الجيش للإطاحة بالإخوان كان في غاية السذاجة.
بي بي سي