نشرت صحيفة (الشروق) الجزائرية هذا التقرير حول المشهد الإعلامي المصري في ظل مجازر حكومة الإنقلاب:
مجازر السيسي في ميداني النهضة ورابعة العدوية، واستمرارها في شوارع مصر عقب صلاة الجمعة أمس، صاحبتها مجازر أخرى لا تقل فضاعة وجرما عن قتل وحرق المعتصمين السلميين، حيث أحرقت وشوهت قنوات الفتنة وإعلام الفلول، الحقيقة خبرا وصورة فحتى الصورة لم تسلم من الفبركة والتشويه لتبرير جرائم "السيسي"، بعرض قنوات الفتنة التي فبركت الأزمة المفتعلة بين الجزائر ومصر، لفيديوهات وصور لشباب "مندسين" في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وفي مسيرات ما بعد صلاة الجمعة بمختلف محافظات مصر، حاملين لأسلحة بيضاء ونارية وقدموهم على أنهم أعضاء من جماعة الإخوان يطالبون بالثأر لشهداء رابعة والنهضة بالجهاد ضد "السيسي" وأوليائه، على حد تعبير مذيع أبواق الفتنة الذي علّق على الصور المفبركة بعد أن كتم صوت المتظاهرين، ليحول دون أن تصل سلمية شعارات المتظاهرين للعالم.
المجازر الإعلامية احتضنتها قنوات مصرية معروفة منذ تأسيسها على أنها أبواق الفتنة، فاحتضنت سهرة أمس، مجرمي مجرزة رابعة والنهضة بعد أن غسلوا أيديهم بدماء الرضع و النساء من المعتصمين السلميين لتنظيفها من رماد الجثث المتفحمة، وتبييضها بأكاذيب لا يحتمل بهتانها سخافتها عاقل، حيث صرخ مساعد وزير الداخلية المكلف بالأمن المركزي، في وجه المذيع على قناة "دريم"، "هم من قتلوهم.. عملاء الإخوان بميدان رابعة هم من قتل الأطفال و كدسوهم في المساجد ليظهروا للعالم على أنهم ضحايا ويشوهوا صورة الجيش المصري". لتتكرر مثل هذه المشاهد في كل قنوات الفتنة المصرية، التي نطقت لتبييض سواد صورة الجيش المتفحمة، بعد أن حرقوا المعتصمين لحد التفحم ولتنضم إليها قنوات إخبارية عالمية، تنازلت عن حياديتها ومهنيتها للدفاع عن جرائم ومجازر يعجّز الدفاع عنها.
حرب التضليل الإعلامي انتقلت شظاياها أيضا إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اجتاحت أبواق الفتنة شبكات "اليوتيوب" بمختلف اللغات لتبييض صورة "السيسي"، وتبرير لجوئه للقوة لفض الاعتصامات بالقتل والحرق بإدراج فيديوهات "مفبركة" بالمونتاج الكاذب وسحر "الفوتشوب" تظهر علبا وصناديق لأسلحة ومتفجرات يلتف عليها مجموعة من الشباب في إحدى زوايا ميدان النهضة، في حين أن الفيديوهات الأصلية هي لشباب يلتفون على صندوق مؤونة لحماية رضيعين وإخراجهما من ميدان النهضة بعد أن اشتعل نارا، كما لم تنس ذات الجهة في تسويد صورة المعتصمين وقادة الإخوان، حيث شنّت حملة عبر الفايسبوك والتويتر بنشر أخبار تكذّب وفاة ابنة البلتاجي، وتظهر صورا ثابتة مفبركة عن تواجدها بالإسكندرية، وصور وأخبار أخرى عن هروب أبناء قياديي الإخوان من ميادين الاعتصام، بعد أن حرضوا ودفعوا بالنساء والأطفال لمواجهة الجيش في مداخل الميادين.